ترياق الحياة الصحية

فوائد الرياضة للمخ | فقط تحرَّك!

أُصبت مؤخرًا بداء السكري؛ فنصحني طبيبي بالالتزام بالغذاء الصحيِّ ومُمارسة الرياضة يوميًّا. وبالفعل انتظمت عليهما لفترة وجيزة. 

ولمَّا عُدت إلى الطبيب مؤخرًا للمتابعة، لاحظ عليَّ بداية ضعف في الذاكرة وقلة في التركيز، ونصحني بالاستمرار في ممارسة الرياضة!

يعرف الكثير منَّا أهمية الرياضة لصِحة الجسم وبناء الكُتلة العضلية، لكن هل تعرَّفت مِن قبل إلى فوائد الرياضة للمخ؟

سنكتشف معًا في هذا المقال فوائد الرياضة للمخ. 

وكيف أنه يمكننا بعد ذلك أن نقول: نريد أن نمارس الرياضة؛ كي نحسِّن ذاكرتنا!

نعم، إنَّ فوائد الرياضة للمخ كثيرة ومُذهلة، وسأسرد لك الآن الكثير منها.

لكن قبل ذلك أحب أن نتعرف بإيجاز شديد إلى الأجزاء المهمة في المُخ.

مم يتكون دماغك؟

  • الفص الأمامي: تُدير الفصوص الأمامية العواطف والحركة والتحكم في الاندفاع.
  • الفص الجداري: يقع في المنتصف، ويساعد في تفسير اللمس والألم.
  • الفص القذالي/ القفوي: يقع في الجزء الخلفي من المُخ، ويساعدنا على معالجة المعلومات المرئية.
  • الفصوص الصدغية: تقع على جانبي المخ وتساعد في الذاكرة واللغة والتعرف إلى الوجوه والأشياء.
  • الجهاز الحوفي (Limbic system): يقع فوق جذع المخ، وهو مسؤول عن العواطف.
  • الحصين (Hippocampus): يساعدنا على تذكر المعلومات وحفظها في الذاكرة طويلة المدى.
  • الغدة النخامية: تقع في تجويف عظمي في الجمجمة أسفل المخ، وهي جزء من نظام الغدد الصماء في الجسم الذي ينتج الهرمونات ويفرزها في الدم مباشرة. 

 ولعلك الآن توقعت بعض المعلومات عن فوائد الرياضة للمخ وتأثيرها فيه.

كيف تُؤثر التمارين الرياضية على المُخ؟

عندما تُمارس التمارين الرياضية، فإنك تزيد من معدل ضربات القلب؛ فيضُخ المزيد من الأكسجين إلى المخ ويُعزز إفراز مجموعة كبيرة مِن الهرمونات التي تساعد على توفير بيئة مُغذية للمخ.

والآن هيَّا نكتشف سويًا المزيد عن فوائد الرياضة للمخ.

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

تسعة من فوائد الرياضة للمخ

  1. تُقوي الذاكرة:

تُساعد على تنشيط خلايا المخ في الحصين والفصوص الجدارية التي تُشارك في الذاكرة.

  1. تزيد من حجم الحصين:

تُقلل الشيخوخةُ حجم الحصين؛ مما يُسبب ضعف الذاكرة والخرف. لذا؛ فستُجنِّبنا ممارسة الرياضة بانتظام الكثير من أعراض الشيخوخة.

  1. تقي من الأمراض الانتكاسية للمخ:

ممارسة الرياضة يوميًا تُقلل خطر الإصابة بالأمراض الانتكاسية كالزهايمر؛ وذلك بتحسين تدفُّق الدم للمخ مما يساعده على العمل بشكل جيد.

  1. تُحسن المزاج وتقلل التوتر:

تُسبب الرياضة تَغيُّرات فورية في مستوى هرموني الدوبامين والسيروتونين المسؤولَين عن الشعور بالسعادة والهدوء.

  1. تساعد خلايا المخ على الاحتفاظ بشبابها:

أثبتت الدراسات أن ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على نمو الروابط العصبية بالمخ، وخلق خلايا عصبية جديدة.

  1. تُحارِب الاكتئاب

مَع مُمارسة الرياضة يفرز المخ الإندورفينات التي تعطي الشعور بالسعادة والاستقرار النفسي.

وقد اعتمد الأطباء ممارسة التمارين الرياضية بانتظام من ضمن مضادات للاكتئاب.

  1. تُعزز التركيز:

ترفع التمارين الرياضية واللياقة البدنية من كفاءة المخ وسرعة استجابته للمؤثرات.

  1. تُنمِّي الإبداع والخيال:

        اتزان الحالة المزاجية يحفز المخ على التفكير الإبداعي وإطلاق العنان للخيال.

       أي: يُمكنك بممارسة الرياضة أن تقود نفسك إلى مستوى جديد من التفكير الإبداعي.

  1. تُحسِّن الإدراك وتجعل المخ أكثر مرونة:

         المرونة العصبية هي قُدرة المُخ على التغيير عند التعلُّم أو تجربة أشياء جديدة. 

ويعتقد العلماء أن التمارين الهوائية تجعل المخ أكثر مرونة، وتحسن قدرته على تنظيم المعلومات وتفسيرها والتصرُّف بطريقة منطقية.

فقط تحرك… ودَعْ مُخَّك يتمتع بتلك الفوائد العظيمة!

تُحسِّن الرياضة مِن صحتك الذهنية والنفسية بشكل ملحوظ. كل ما تحتاج إليه هو ثلاثون دقيقة فقط يوميًّا؛ لكي تبدأ بالاستمتاع بهذه الفوائد.

 لكن… ما هو التمرين الأفضل؟

هناك العديد من الرياضات التي أثبتت تأثيرها الجيد في خلايا المخ، نذكُر منها:

  • التمارين الهوائية:

مثل: الجَري ورُكوب الدراجات. 

إذ أوضحت الدراسات أن هذه التمارين تزيد من تدفق الدَّم الذي يُساعد على نُمو خلايا المخ وتحسين وظائفه بشكل عام. 

وكذلك تُحسِّن الذاكرة والمشاعر الإيجابية بشكل خاص. 

  • التنس وكرة السلة:

يتطلب كل مِنهما تنسيقًا جيدًا بين اليدين والعيْنين، وردودَ فِعل سريعة وتخطيط لما سوف تفعله.

  • فنون الدفاع عَن النفس:

وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يمارسون ألعاب الدفاع عن النفس لديهم كثافة أنسجة المادة الرمادية أعلى بكثير ممن لا يمارسونها.

أيضًا اليوجا والإيروبكس وحتى المشي، جميعها رياضات تُؤثر في صِحة المخ وتُحسِّن أداءه؛ وبالتالي تُحسّن قدرتك على التركيز وإنجاز المهام.

وبعد معرفة تلك الفوائد المهمة للرياضة لا بد لكل منا من ممارسة الرياضة بشكل يومي. 

ويمكن كذلك الاستمتاع بممارسة الرياضة مع أفراد العائلة، فمثلًا: 

يُمكن تكوين فريق مِن الوالدَين والأطفال، وفي اليوم الأول يلعبون التنس، واليوم التالي كرة السلة، وفي اليوم الثالث الركض، وهكذا. 

فذلك سيجعلهم أكثر تحمُّسًا وحبًّا لممارسة الرياضة.

كيف تجعل الرياضة عادة؟ 

إن مشكلة مُحاولة جَعْل التمارين الرياضية عادة قد تواجهنا جميعًا؛ بسبب ضغوط العمل وأشغال الحياة وضيق الوقت.

إذا كنت تُريد معرفة كيف تجعل الرياضة عادة؛ عليك بتحدي نفسك مدة ثلاثين يومًا، وبنهاية التحدي ستصبح الرياضة روتينًا يوميًّا.

إليك بعض المقترحات العملية التي ستساعدك:

  •  اضبط الوقت: 

حدّد ما إذا كُنت ستلتزم بالتمرين في الصّباح أو في المساء، واجعله ثابتًا.

  • ضع لنفسك رسالة تذكير:

عِندما تصلك نفِّذها على الفَوْر دون تأخير.

  • البِداية الصغيرة:

رُبما هو الاقتراح الأكثر فائدة.

هل تبدأ دائمًا بالكثير من الطاقة والحماس لفعل أشياء عظيمة، ومن ثم تشعر بالإرهاق سريعًا فتُقلع عن عاداتك؟

الحل: فقط عشرون دقيقة في البداية، ستجد القيام بذلك سهلًا وممكنًا. 

  • مارس الأنشطة التي تستمتع بها: 

تذكَّر أنه لا يوجد قاعدة تقول: (يجب الذهاب إلى الجيم) أو (يجب شِراء مُعدات رياضية)! 

فأنت تستطيع مُمارسة المشي، أو الجري، أو التنس، أو ركوب الدراجة، أو صعود الدرَج. 

  • تابع مُمارستك الرياضة مع شخص آخر: 

الجانب الاجتماعي في ممارسة الرياضة مهم جدًّا. 

يمكنك الخروج للمشي مع صديق، أو ممارسة التمارين مع الزوجة. ستجد ذلك مُمتعًا ومُشجعًا. 

  • اجعل الرياضة من أولوياتك: 

لا تجعلها مُجرد شيء يقضي وقت الفراغ، بل يجب عليك خَلْق وقت للرياضة، مثلها مِثل الاستحمام أو تناول الطعام. 

  • دوّن إنجازاتك وسجِّل أنشطتك: 

سَجِّل المعلومات الضرورية لك خلال مُمارستك الرياضة، ومن ضمنها: 

– كم مرة تتمرن يوميًّا؟ 

– كم عدد الخطوات التي تمشيها أو المسافة التي تجريها على قدميك أو باستخدام دراجة؟ 

فهذا يُولِّد في نفسك رُوح التحدي. 

  • كُن على وعي دائمًا بمُعدَّلات تقدمك والتزامك:

صف لي شعورك إذا وجدت ملابسك تُلائمك تمامًا، أو عندما استطعت حَمل أوزان أثقل، أو العمل فترة أطول دون تعب…

رائع ومُشجِّع، أليس كذلك؟

  • كافِئ نفسك:

يؤكِّد الخبراء على أنّ تغيير العادات شيء صعب وأن الجوائز والمكافآت تُحفِّز الإنسان كثيرًا. 

لذا؛ حدِّد هدفك وجائزتك، واعمل مِن أجل ذلك. 

ما أريد قوله هو: 

إنَّ إدخال التمارين الرياضية إلى حياتك لن يُعطيك حياة سعيدة وأكثر إنتاجية فحسب، بل سيحمي مُخَّك أيضًا من الأمراض العضال وسيُغيِّر مسار حياتك إلى الأفضل.

لذا؛ مَهما تراكمت عليك ضُغوط الحياة، فما زال لديك القدرة على تغيير كيمياء جسمك وهرموناته والاستمتاع بجميع فوائد الرياضة للمخ. 

كل ما عليك فِعلَه هو…

أن تربط حِذاءك وتبدأ بالركض! 

كتبته:
د.أسماء تيمور

المصدر
Brain AnatomyHow Exercise Affects Your BrainExercise, Depression, and the BrainBrain AnatomyBest School Sports for Boosting BrainsScience Says These Are The 5 Best Exercises For Keeping Your Brain Healthy
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. فعلا، أود أن أتحدث عن تجربتي مع رياضة الجري، لقد أصبت في فترة كورونا بأسوء حالة نفسية بحياتي، حيث أصبت بالقلق النفسي و الاكتئاب الحاد و لم أكن حينها مواضبا على الرياضة بشكل حقيقي و كل ما أعرفه عن فوائدها كان حول تأثيرها في بناء العضلات و تحسين أداء الجهاز التنفسي، المهم أنني بعد حالة الاكتئاب الشديد و تناولي للأدوية تعافيت و لكن المشكلة كانت في الإنتكاس من حين إلى آخر، هذا ما جعل في نفسي إرادة قوية و إيمان راسخ بأنه لابد من ممارسة الرياضة حتى و إن كنت في ميزاج سيء، و لكن سبحان الله و بتوفيق منه عز وجل أدركت أن تأثيرها عجيب على تفكيري و مزاجي و إحساسي بالطمأنينة و الارتياح، بل حتى تلك الوساوس التي كنت أراها مثل الجبال تكبلني و تتبعني في كل مكان أذهب إليه، وجدتها تتلاشى مع تقدمي في ممارسة الرياضة، الحمد لله الان كلما إلتقيت بالشباب أنصحهم بممارسة الرياضة و أشجع كل من هو في خمول و إكتئاب و أصف لهم حالتي قبل و بعد الرياضة، و من منبركم هذا لا يسعني إلا أن أقول لمن يسمعني، إربط حزام حذائك و أنطلق …. وشكراً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى