قف في مواجهة الضغط العصبي

الضغط العصبي، التوتر، القلق، سرعة الانفعال، الاكتئاب، الانطوائية، الانتحار…
هل مَرَّ عليك يوم لم تسمع فيه أحد هذه المصطلحات؟ مِمَّن تسمع هذه الشكاوي؟ من صديقك؟ أو قريبك؟ أو… من نفسك؟
صرنا نصارع أحداث اليوم حتى يُصيبنا الإنهاك، وتقل طاقتنا النفسية. أنا معك اليوم لنتحدث عن أعراض الضغط العصبي، وأشهرها صداع الضغط العصبي، كما نتعرض لطُرُق مختلفة تساعدك على علاج الضغط العصبي.
أسباب الضغط العصبي
إن الشعور بالضغط هو استجابة طبيعية لأحداث ومسؤوليات الحياة، وهو نوعان:
- الضغط الإيجابي الذي يدفعك للأمام، مثل قلق الطالب من الاختبار الذي يشجعه على المذاكرة.
- الضغط السلبي الذي يجعل نفس الطالب يرتجف كالريشة، ويكاد لا يرى أوراقه من بين دموعه؛ فيرسب في النهاية.
ونحن نتعرض لمسببات الضغط العصبي في كل يوم؛ فيَهُبُّ الجهاز العصبي السمبثاوي لمساعدة الجسم ظنًا منه أن الإنسان في خطر حقيقي.
ومع تكرار التعرض لمسببات الضغط وعدم التكيف الأمثل معها؛ فإن جسم الإنسان يعاني آثار العمل المستمر للجهاز السمبثاوي وحالة إنذار الخطر المستمرة تلك، ومن هنا تظهر الأعراض.
أعراض الضغط العصبي ومضاعفاته
أعراض نفسية
- اشتعال الغضب سريعًا.
- الشعور بالإنهاك الشديد.
- ضعف التركيز والنسيان.
- قضم الأظافر.
- الاضطراب والتوتر.
- الشعور بعدم الأمان.
- الحزن الشديد.
أعراض جسدية
- آلام بأجزاء الجسم المختلفة.
- صداع الضغط العصبي.
- نوبات الإغماء.
- التعرق الشديد.
- الرفَّات العصبية (انقباضات عضلية سريعة ولا إرادية)
- الشعور بالوخز.
- تقلصات عضلية والشد العضلي.
أعراض سلوكية
- العزلة عن البشر.
- مشاكل أسرية شديدة.
- البكاء كثيرًا.
- النهم الشديد أو فقدان الشهية.
- الدخول في نوبات الغضب.
- التدخين وتناول المشروبات الكحولية.
- إدمان المخدرات أو الكحوليات.
المضاعفات
تظهر مضاعفات الضغط العصبي عندما تطول مدته ويصبح مزمنًا، وتتمثل في:
الاكتئاب والقلق العصبي
يصاحب التوتر المستمر -مع الأسف- الشعور بالاكتئاب والضيق والقلق حيال الأشياء والأعمال.
مشاكل الجهاز الهضمي
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
يرتبط التوتر العصبي بعدد من أمراض واضطرابات الجهاز الهضمي، مثل: حرقة المعدة أو ارتجاع المريء ومتلازمة القولون العصبي.
هذا بالإضافة إلى أنه يزيد قرح المعدة سوءًا.
أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم
أكدت الأبحاث أن الأشخاص الواقعين تحت الضغط العصبي والتوتر هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.
ذلك لأن التوتر يزيد بشكلٍ مباشر من معدل ضربات القلب وتدفق الدم، بل ويزيد من إفراز الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
السمنة
إن الأشخاص الذي يتعرضون بشكلٍ مستمر للتوتر هم أيضًا أكثر عرضة لتخزين الدهون في منطقة البطن والتي تشكل خطرًا أكبر من تلك الدهون المخزنة في باقي الجسم.
بل يمكن أن يتسبب التوتر في عددٍ آخر من المضاعفات، منها:
- مرض السكري من النوع الثاني.
- آلام العضلات والمفاصل.
- ضعف الانتصاب.
- انعدام الرغبة في ممارسة العلاقة الزوجية.
صداع الضغط العصبي
هو شعور بألم شديد وشد في عضلات الجبهة والرأس والعنق. وهو صداع مميز للضغط العصبي.
يصفه المريض بشئ يشد على رأسه، وأن الألم يحيط برأسه كأنه يعتمر قبعة ضيقة جدا. يصفه البعض أيضًا بأن هناك كلابة تضغط على جمجمته بقوة.
تستمر نوبة الصداع لفترات طويلة في حالة عدم علاجها، تبدأ من نصف ساعة وتستمر حتى بضعة أيام في الحالات الشديدة.
من رحمة الله أنه لا يتعارض مع الأنشطة اليومية، وكذلك لا يشعر المريض بالغثيان أو الوهن أو اضطرابات الرؤية.
الأسباب
- عدم الحصول على القدر المناسب من الراحة أو النوم.
- الضغط العصبي والقلق.
- الجوع والإرهاق والمجهود العنيف.
- الإكثار من المنبهات أو الكحوليات.
- آلام الفكين والأسنان.
- وضع الرقبة غير الصحيح.
- الاكتئاب.
- التهاب الجيوب الأنفية والزكام.
- إصابات الرأس.
الأعراض
- الشعور بالضغط على كامل الرأس، والذي يبدأ في نهاية اليوم عادةً.
- الشعور بالإجهاد الشديد.
- التوتر والاضطراب.
- ضعف القدرة على التركيز.
- صعوبات النوم.
- عدم تحمل الضوء والصوت العالي.
- آلام العضلات.

يحدث صداع الضغط العصبي في صورتين:
- نوبات من الصداع: يستمر أقل من 15 يومًا خلال الشهر.
- الصداع المزمن: يستمر لأكثر من 15 يومًا شهريًا.
العلاج
- تجنُّب مسببات الصداع.
- تناوُل المسكنات بإشراف الطبيب
- استخدام كمادات الثلج على الرقبة والحصول على حمام دافئ.
- تنفيذ طُرُق التخلص من الضغط العصبي والاسترخاء.
- يلجأ الطبيب في الحالات الشديدة إلى وصف مضادات الاكتئاب أو ما يناسب من الأدوية النفسية.
- يحقن الطبيب بعض النقاط في الرقبة والأكتاف بمخدر، ليمنعها من الحساسية المفرطة ومن إرسال إشارات بالألم إلى المخ.
علاج الضغط العصبي
سأختصر لك محتوى دورات التعامل مع الضغط العصبي.
هناك عدة خطوات تساعد على علاج الضغط العصبي، ولكنها تحتاج لإرادتك في الاستمرار على تطبيق هذه الطُرُق، وكذلك التنويع بينها.
يذهب المريض إلى الطبيب آمِلًا في وصفة طبية تحتوي على دواء مهدئ، ظنًا منه أن هذا هو علاج الضغط العصبي الناجح الوحيد.
إذًا، نعود إلى أسباب الضغط العصبي التي تخبرنا أنه يحدث بسبب عوامل عديدة، وأنه يؤثر في كافة أعضاء الجسم.
نتوقع أن يشمل العلاج جوانب متعددة تهدف إلى:
- تغيير نظرة المريض للضغط العصبي.
- تعليمه كيفية التعامل مع الضغط العصبي، متجنبًا التأثر به.
العلاج الدوائي
يلجأ الطبيب النفسي إلى الأدوية لعلاج الضغط العصبي في حالات محدودة، وعندما يكون المريض يعاني الاكتئاب أو القلق العصبي.
يصف الطبيب -في هذه الحالات- أحد مضادات الاكتئاب التي تمنح المريض الشعور بالتحسن والتخلص من أعراض الضغط العصبي.
لا بُدَّ من دمج العلاج بالأدوية مع طرق التكيف مع التوتر والضغط.
التعامل مع الضغط العصبي
لا بُدَّ من بعض التغييرات في طريقة حياة المريض، وفي نظرته لمسببات التوتر، وكذلك لا بُدَّ من تعلُّم طُرُق التكيف مع القلق.

النوم والطعام الصحيان
صار لا يخفى على أحد ما للنوم الصحي المنتظم والطعام المتوازن من تأثيرات إيجابية في الصحة الجسدية والنفسية للفرد.
ممارسة الرياضة
تُساعد الرياضة على تجديد الطاقة وإفراز الإندورفين في الجسم، كما تُسهِم في تفريغ المشاعر السلبية، مثل: الغضب والتوتر والإحباط.
هناك اعتقاد بين الباحثين أن الرياضة تُقلل من مشاكل الذاكرة بين مَنْ يتعرضون للضغط العصبي المستمر.
الاسترخاء
وله العديد من الطُرُق التي يمكن تنفيذ إحداها أو جميعها. إن التنفس العميق المنتظم، وممارسة التأمل واليوجا، ومشاهدة المناظر الطبيعية -أو الخضوع لجلسات التدليك- من أهم وأنجح طرق الاسترخاء.
تنظيم الوقت وترتيب الأولويات
تخيل شعورك وأنت تستيقظ صباحًا فتتذكر ما عليك فعله خلال اليوم: العمل، وطلبات المنزل، وزيارة صديقك المريض، والتقرير المطلوب، والترفيه عن الأولاد، وتصليحات بالشقة… إلخ.
يا للاضطراب الذي ستشعر به، والانفعال والقلق والإحباط في بداية اليوم!
لا لا… سنعيد المشهد مع تغيير بسيط.
استيقظت صباحًا وفتحت الورقة التي كتبتها أمس. إن مهام اليوم مكتوبة بترتيب أهميتها، مع الوقت المُتوقَع لكلٍ منها.
إن ذهنك مرتب وهادئ، ولا تشعر بالضغط على أعصابك… فهنيئًا لك اليوم والنجاح في أعمالك.
التحدث إلى الغير
إنه من أسهل وأرخص طُرُق التخلص من الضغط العصبي.
تساعدك الفضفضة على تخفيف الحِمْل عن كاهليك، كما قد يمدك الشخص الذي تتحدث معه بحلٍ آخر، أو يواسي مشاعرك الحزينة.
التوقف عن المنبهات والمخدرات
ينصحُك الأطباء بالتقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين (مثل الشاي والقهوة) للتخفيف من أعراض التوتر والقلق.
أما المخدرات، فتمنعُك منها الأديان -قبل الأطباء- منعًا لسقوطك في بئر التهلكة.
جِدْ وقتًا لنفسك
ينصح الخبراء بضرورة توفير وقت خاص لممارسة نشاط محبب للنفس وعلى انفراد، مثل: القراءة، أو الطبخ، أو التطريز، أو الرسم، أو الكتابة… أو أي مما يجد الشخص متعة فيه.
اضحك للحياة
إن الضحك له تأثيرٌ فعال في تقليل التوتر ورفع الحالة النفسية وتحسين المزاج، هذا بالإضافة إلى دوره في تحسين الحالة الجسدية.
حاول أن تضحك مع أصدقاءك وأهلك واضحك حتى مع ذاتك والحياة، تفاءل بما هو قادم واسع قدر إمكانك واترك الأمور تمر بسلام وهدوء.
كن حازمًا في أمرك
إن الخجل من الآخرين في بعض الأمور التي قد تطغى على جدول أعمالنا يمكن أن يسلمنا فريسة للتوتر العصبي.
لذلك يجب أن تكون حازمًا في تلك الأمور التي تسرق من وقتك وتزيدك توترًا، وحاول أن تعتذر بلباقة عن فعلها.
أُسْدِي لك نصيحة في النهاية
لقد خلقنا الله للعبادة ولعمارة الأرض؛ فلا تُهدِر طاقاتك في الصراع مع الدنيا ومع نفسك.
أقرأ ما تشاء من كتب ومقالات تساعدك على التكيف مع الضغط العصبي الذي أصبح من خصائص الحياة.
اختر ما شئت من وسائل مقاومة التوتر والقلق. ضع الأمور في نصابها الحقيقي ولا تعطيها أكبر من حجمها.
لا تُرهق أعصابك بالتفاصيل وابحث عن الجانب الإيجابي في أحداث يومك. إن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، فلا تكلفها أنت ما لا تطيق.
بسم الله ماشاء الله دائما مقالاتك متنوعه وموضوعات معاصره وأسلوب راقى جدا. أدام الله عليكى موهبتك وروحك الجميله د. أسماء. ودائما الأجمل كما تعودنا منك
شكراً جزيلاً لك يا د. عزة على الرأي المحترم الذي أقدره ويدفعني لما هو أفضل إن شاء الله. متعكم الله بكل صحة وخير.
السلام عليكم د عزه …..
هذا المقال مهم جدا ….. أشكر حضرتك جدا واسمحي لي بنشر هذا المقال باسمكم ليستفيد الناس والمجتمع فأنفعكم أنفعكم للناس