كبتاجون | الدواء الذي تحول إلى داء! ماذا تعرف عنه؟

“السلطات تضبط شحنة كبيرة من حبوب كبتاجون المهربة وتقبض على المتورطين”
كان هذا العنوان متصدرًا الصفحة الأولى من الجريدة التي اعتاد (أحمد) قراءتها، وقد أثار العنوان فضوله كثيرًا، لدرجة أنه هاتف صديقه الصيدلي، وقرر أن يسأله عن هذه الحبوب المثيرة للجدل.
أخبره الصيدلي أنها نوع من الحبوب المخدرة التي تسبب الإدمان، والتي انتشر تعاطيها -للأسف- في بلادنا، ودائمًا ما تلاحق السلطات مروجيها ومتعاطيها نظرًا لخطورتها وأضرارها العديدة.
لم تشبع هذه المعلومات فضول صديقنا (أحمد)، فقرر أن يبحث بنفسه عن المزيد، فعثر في طريقه على هذا المقال المهم.
في هذا المقال -عزيزي القارئ-، سنتحدث تفصيلًا عن حبوب كبتاجون؛ ما هي؟ وفيمَ كانت تستخدم؟ وما طريقة عملها؟ وكيف تحولت إلى إدمان؟
ما حبوب كبتاجون؟
تعرف علميًا باسم فينيثايلين (Fenethylline)، وهي مزيج من الأمفيتامين (الذي يندرج تحت فئة المنشطات العصبية) والثيوفيلين.
تاريخها
بدأ تصنيع حبوب كبتاجون أول مرة شركة دواء ألمانية في عام 1961م.
وقد استخدمت في الأساس لعلاج الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، إضافة إلى استخدامات أخرى أقل شيوعًا، مثل استخدامها في علاج:
- الاكتئاب.
- داء التغفيق (أو الخدار): وهو أحد اضطرابات النوم المزمنة، يشعر المصاب به بالنعاس الشديد أغلب الوقت، ويجد صعوبة كبيرة في البقاء مستيقظًا.
في العام 1986م، عُدَّ الكبتاجون نوعًا من المخدرات، وحظرته معظم الدول، وتوقف استخدامه، لكنه لا يزال يُصنَّع ويباع بطرق غير شرعية.
لكن قبل أن نوضح أضرار الكبتاجون وعلاقته بالإدمان، دعونا نتعرف أولًا إلى فوائده، ولماذا ظل مستخدمًا نحو أربعة وعشرين عامًا قبل أن يُحظر استخدامه.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
فوائد حبوب كبتاجون
اعتمدت فوائد حبوب كبتاجون على مادة الأمفيتامين التي تنشط الجهاز العصبي، وتؤدي دورًا في زيادة اليقظة والانتباه، وكان هذا هو الغرض الأساسي من تصنيعها ابتداءً لعلاج مشكلة قصور الانتباه لدى الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة.
الأمفيتامين (Amphetamine)

يندرج الأمفيتامين تحت فئة من العقاقير تسمى “المنشطات”، ويعمل عن طريق تغيير كميات بعض المواد الطبيعية في الدماغ.
يساعد الأمفيتامين على:
- زيادة قدرة الشخص على الانتباه والتركيز في المهام التي يؤديها.
- حل بعض المشكلات السلوكية.
- زيادة قدرة الشخص على تنظيم مهامه، وتحسين مهارات الإصغاء لديه.
وبعد أن كانت مادة “الأمفيتامين” هي الدواء… أصبحت هي الداء!
لماذا؟!
لأن الاستخدام غير الرشيد لهذه المادة يسبب الإدمان؛ نظرًا لاعتياد الجسم عليها عند استخدامها المتواصل مدة طويلة.
إضافة إلى أنها تسبب أعراض انسحاب عند التوقف المفاجئ عن تناولها.
دعونا الآن نتحدث عن المخاطر الإدمانية لهذا الدواء، التي كانت السبب وراء حظر استخدامه في معظم دول العالم.
إدمان كبتاجون
كيف صار الكبتاجون نوعًا من المخدرات؟
حدث ذلك عندما انحرف الاستخدام الطبيعي له عن مساره، فصار الناس يستخدمونه لأغراض أخرى غير التي صُنِّع من أجلها، مثل:
- زيادة مستويات الطاقة والتركيز لديهم.
- تحسين المزاج.
- تقليل الشهية والمساعدة على إنقاص الوزن.
- إطالة فترة اليقظة، خاصة للأشخاص الذين يعملون ساعات طويلة في مهن صعبة تحتاج إلى تركيز، مثل: سائقي الشاحنات.
ولأن الجسم يعتاد هذه الحبوب بمرور الوقت، يظل المتعاطي بحاجة ملحة إلى زيادة الجرعة كل حين، حتى يحصل على التأثير نفسه الذي اعتاد الحصول عليه.
وهنا يقع في فخ الإدمان!
أعراض إدمان كبتاجون

- زيادة مستوى الطاقة بالجسم، على الرغم من عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- صداع شديد، وتشوش في الرؤية.
- تقلبات مزاجية.
- انخفاض الشهية ونقصان شديد في الوزن.
- زيادة معدل التنفس.
- اتساع حدقة العين.
- القلق والعصبية.
الآثار طويلة المدى لتعاطي كبتاجون:
- الارتباك والتشوش.
- الهلوسة.
- نوبات الفزع.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الرعشة.
- الغثيان والقيء.
- العجز الجنسي، وضعف الرغبة الجنسية.
- التشنجات.
علاج إدمان حبوب كبتاجون
من رحمة الله بنا أن لكل داء دواء.
لذا؛ فما زال بإمكان من وقع في فخ إدمان هذه السموم أن يشفى من دائه، ويعود إلى حياته الطبيعية.
لكن الأمر يحتاج بالتأكيد إلى إرادة قوية وقدرة على تحمل الأوقات الصعبة في بدء رحلة الإقلاع.
تشمل مراحل علاج إدمان الكبتاجون:
- مرحلة نزع السمية
وهي مرحلة التوقف عن تناول حبوب كبتاجون المسببة للإدمان، ويصاحبها -غالبًا- حدوث أعراض انسحابية، مثل:
- الإجهاد والتعب.
- القلق.
- الاكتئاب.
- فرط النشاط.
- آلام وتقلصات بالعضلات.
- صداع شديد.
- آلام بالبطن.
- الأرق أو فرط النوم.
- الكوابيس.
- الشعور باللامبالاة.
- زيادة الشهية للطعام.
تعد هذه المرحلة أصعب مراحل الإقلاع عن الإدمان، إذ تحتاج إلى إرادة قوية من المدمن ودعم قوي ممن حوله حتى يتخطاها بسلام، وإلا فقد يتعرض لانتكاسة شديدة نتيجة عدم تحمله الأعراض المصاحبة لهذه المرحلة، فيعود مرة أخرى إلى تناول ما كان يتناوله من قبل، أو ربما يلجأ إلى أدوية أخرى ليست بأقل خطورة من سابقيها.
يجب أيضًا أن تتم هذه المرحلة تحت إشراف الأطباء والمتخصصين.
- مرحلة إعادة التأهيل

في هذه المرحلة، يخضع المريض لبرامج تأهيل نفسي واجتماعي، لكي يستطيع العودة إلى حياته الطبيعية مرة أخرى ويتخلص من تأثير الإدمان المدمر لحياته.
غالبًا ما تكون هذه البرامج طويلة الأمد؛ تصاحب الشخص فترة طويلة من حياته.
تمثل هذه البرامج أيضًا نوعًا من الدعم، إذ تساعد جدًّا على منع حدوث الانتكاس، وتؤهل الشخص تدريجيًا إلى الانخراط في المجتمع من جديد.
أسئلة شائعة
ما رأيكم الآن بأن نتناول بعض الأسئلة الشائعة التي تدور بخلد عدد كبير من القراء حول حبوب كبتاجون؟
- هل الكبتاجون يسبب الفصام؟
هذا السؤال من الأسئلة الشائعة، إذ دائمًا ما يتساءل الناس: هل الكبتاجون يسبب الجنون أو الفصام؟
في الحقيقة، إن الاستخدام طويل الأمد لهذا الدواء قد يسبب حدوث مشكلات إدراكية، مثل: الارتباك والتشوش والهلوسة وكذلك الهياج والاندفاعية… وكلها أعراض خطرة تشبه أعراض الفصام أو أي مرض عقلي آخر.
- هل الكبتاجون يسبب القلق؟
نعم، الكبتاجون يسبب القلق، لأن طريقة عمله تعتمد أساسًا على بقاء العقل متنشطًا ويقظًا، وهذا يسبب مع الوقت نوعًا من القلق، خاصة عند عدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة أو النوم.
- ما مخاطر الكبتاجون للنساء؟
المخاطر التي تصيب النساء نتيجة تعاطي هذه الحبوب هي نفسها التي تصيب الرجال.
إضافة إلى المشكلات التي تسببها للحوامل وأجنتهن، إذ قد تزيد من مخاطر ولادة أطفال خدَّج (أي الأطفال غير مكتملي النمو، والمولودون قبل ميعاد ولادتهم الطبيعي)، وغالبًا ما يكون وزن الأطفال قليلًا جدًا وقت الولادة، مع احتمالية إصابتهم بأعراض انسحاب.
- لماذا استخدم الكبتاجون في علاج الاكتئاب؟
من المعروف أن مريض الاكتئاب يعاني ضعفًا في طاقته، وغالبًا ما يعزف عن ممارسة أي نشاط، وهذه الحبوب تزيد مستويات الطاقة والتركيز وقد تحسن المزاج في بدء تناولها، لذلك كانت توصف -أحيانًا- لمرضى الاكتئاب قديمًا.
لكن -كما ذكرنا سابقًا- الاستخدام المفرط لها يتسبب بعد فترة في حدوث تقلبات مزاجية وقلق وأعراض اكتئابية.
وهنا -عزيزي القارئ- نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، نرجو أن نكون قد استطعنا الإجابة عن جميع التساؤلات التي تدور بخلدك حول هذه الحبوب سيئة السمعة.
نرجو للجميع دوام الصحة والعافية!