كل ما تريد معرفته عن الاعتلال العصبي

«أشعر بأني أرتدي قفازًا ضيقًا رغم عدم ارتدائي شيئًا، لم أعد قادرًا على لمس الأشياء أو الإمساك بها بسهولة!»
هكذا عبر أحد الأشخاص عن ما يشعر به من ألم…
هل شعرت يومًا بمثل هذه الأعراض؟
هل تساءلت: لماذا يشعر بعض الناس بهذا الألم؟
هل سمعت عن “الاعتلال العصبي” من قبل؟
تابع معي هذا المقال لمعرفة الإجابة.
ما الاعتلال العصبي؟
هو تلف بالأعصاب الموجودة بالجهاز العصبي الطرفي، ينتج عنه ألم بالأطراف (اليدين والقدمين) وتنميل بها، وآلام بالعضلات.
تتأثر بعض أعضاء الجسد بهذا الاعتلال حسب الأعصاب المتضررة.
بعض الأعراض تتطور بسرعة، وبعضها يتطور ببطء على مدار سنوات.
الجهاز العصبي الطرفي

يتضمن الجهاز العصبي الطرفي كل الأعصاب الخارجة من الجهاز العصبي المركزي ( الدماغ والحبل الشوكي) إلى أجزاء الجسم المختلفة، والمسؤولة عن إرسال الإشارات العصبية من الجهاز العصبي المركزي وإليه.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
يوجد ثلاثة أنواع رئيسة من الأعصاب:
١. الخلايا العصبية الحركية:
تنقل المعلومات من الدماغ والحبل الشوكي إلى العضلات، ومن ثم تتحكم في القدرة على الحركة، مثل: المشي والإمساك بالأشياء.
٢. الخلايا العصبية الحسية:
تنقل المعلومات الحسية من الأعصاب إلى الحبل الشوكي والدماغ، مثل: الشعور بالحرارة أو الألم.
٣. الأعصاب اللا إرادية:
وهي مسؤولة عن تنظيم وظائف الجسم التي لا تخضع للتحكم الواعي، مثل: التنفس، والهضم، ووظائف القلب.
يؤثر الاعتلال العصبي في الأنواع الثلاثة بدرجات متفاوتة.
ما أعراض الاعتلال العصبي؟
تختلف الأعراض حسب نوع الأعصاب المصابة، تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا:
- وخز وخدر بالقدمين أو اليدين.
- ألم حاد أو حارق.
- حساسية شديدة للمس.
- فقدان التوازن.
- ضعف العضلات.
- تشنج العضلات وآلامها.
- قد ينتج شلل بعضلة واحدة أو أكثر.

تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا لاعتلال الأعصاب اللا إرادية (أو ما يعرف بـ”الاعتلال العصبي الذاتي“):
- الإمساك أو الإسهال.
- ضيق التنفس.
- التعرق المفرط أو عدم القدرة على التعرق.
- اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل: الغثيان والانتفاخ.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- مشكلات المثانة.
أسبابه
في بعض الأحيان يحدث الاعتلال العصبي دون سبب واضح، وفي أحيان أخرى تتسبب بعض العوامل في حدوثه.
من هذه العوامل:
- الإصابة بالأمراض
- داء السكري
يسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم ضررًا بالغًا في الأعصاب، ويتسبب أيضًا في تلف جدران الأوعية الدموية الصغيرة المغذية للأعصاب.
لذا، فهو يؤثر في أعصاب اليدين والقدمين وبعض أعضاء الجسم، مثل: القلب والكلى.
ويعد داء السكري السبب الأهم والأكثر شيوعًا للاعتلال العصبي.
- أمراض المناعة الذاتية
تؤثر بعض أمراض المناعة في الأعصاب، مسببة ضغطًا هائلًا عليها والتهابًا مزمنًا بها، ومن ثم يحدث تلف الأعصاب.
من أمثلة هذه الأمراض:
– الذئبة.
– التهاب المفاصل الروماتويدي.
– متلازمة جوليان باريه.
3. أمراض أخرى، مثل:
- الفشل الكلوي المزمن:
بسبب تراكم الأملاح والسموم التي تسبب تلف الأعصاب.
2. قصور الغدة الدرقية.
3. أمراض الكبد المزمنة.
4. الأورام التي تضغط على الأعصاب، مثل: الورم النخاعي وسرطان الغدد الليمفاوية.
- الإصابات
قد ينتج اعتلال الأعصاب عن الإصابات الجسدية، مثل: الحوادث، والكسور، والسقوط المتكرر.
- الأدوية
تسبب بعض الأدوية تلف الأعصاب، من أشهر هذه الأدوية:
– بعض المضادات الحيوية.
– العلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان.
- أسباب أخرى
- نقص فيتامينات ب(1) وب(6) وب(12) اللازمة لصحة الأعصاب.
- تعاطي الكحول له تأثير سام في الأعصاب.
- التعرض للمواد الكيمائية أو المعادن الثقيلة، مثل: الزئبق والرصاص.
- الأمراض التي تسببها البكتيريا أو الفيروسات، مثل:
- داء لايم.
- جدري الماء.
- فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
كيفية التشخيص
عند شعورك بأي من الأعراض السابق ذكرها، توجه إلى الطبيب المختص لتشخيص المرض وإجراء الاختبارات اللازمة، مثل:
- الفحص الجسدي:
يفحص الطبيب جسد المريض، ويسأل عن تاريخه المرضي.
- اختبار تخطيط العضلات الكهربائي:
يجرى بوضع إبر صغيرة في العضلات، ويستخدم لقياس النشاط الكهربائي للعضلات ومعرفة كمية الكهرباء التي تمر عبرها.
- اختبار التوصيل العصبي:
توضع أقطاب كهربائية على الجلد، تصدر صدمات كهربائية صغيرة لتحفيز الأعصاب، ومن ثم قياس سرعة الإشارة العصبية وقوتها.
- اختبارات الدم:
يطلب الطبيب بعض الاختبارات للتحقق من مستوى السكر في الدم، والتأكد من عدم وجود نقص في الفيتامينات أو وجود أمراض مناعية.
- خزعة الجلد:
في بعض الأحيان يطلب الطبيب خزعة من العصب.
يتضمن هذا الإجراء أخذ عينة صغيرة من العصب لفحصها تحت المجهر؛ للتمييز بين الاضطرابات التي تؤثر في الألياف العصبية الصغيرة.
- الأشعة:
مثل: الأشعة السينية، أو الأشعة المقطعية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
العلاج
علاج السبب:
لعلاج الاعتلال العصبي وتخفيف آلامه لا بد من علاج أسبابه أولًا، مثل:
- علاج داء السكري ومنع ارتفاع مستوى السكر في الدم لمنع تفاقم الحالة.
- علاج نقص فيتامين ب(12) وغيره من فيتامينات تؤثر في الأعصاب.
- تجنب التعرض للمواد الكيمائية.
- إيقاف الأدوية المسببة للاعتلال.
- التوقف عن تناول الكحول.
استخدام الأدوية
تستخدم بعض الأدوية لتخفيف آلام الأعصاب، ومن الأدوية الموصى باستخدامها:
- جابابنتين وبريجابالين.
- دولكستين.
- أميتربتيلين.
- المسكنات القوية (الترامادول).
ننصح باستخدام هذه الأدوية حسب وصف الطبيب المختص، إذ إنها تستخدم في علاج أمراض أخرى ومن ثم يجب ضبط الجرعة حسب الحالة، وأيضًا لتجنب آثارها الجانبية.
- الكريمات الموضعية، مثل: كابسيسين.
- البخاخات الموضعية، مثل: زيلوكايين.
الجراحة
أحيانًا يحتاج المريض إلى التدخل الجراحي في حالة وجود إصابة أو ضغط على الأعصاب، مثل: الانزلاق الغضروفي والأورام.
التحفيز الكهربائي للأعصاب

بوضع أقطاب كهربائية على الجلد وتوصيل تيار كهربائي خفيف عبرها إلى الأعصاب، بهدف تعطيل إشارات الألم.
الطب البديل
يوجد طرق أخرى شائعة لتخفيف آلام الأعصاب، أشهرها:
- العلاج الطبيعي من خلال أداء بعض التمارين أو التدليك، لتحسين قوة العضلات.
- الوخز بالإبر.
- الأعشاب الطبيعية.
ختامًا، عزيزي القارئ…
إن التشخيص المبكر للاعتلال العصبي، ومعرفة سببه وعلاجه؛ يمنعان تضرر المزيد من الأعصاب ويسهلان العلاج والسيطرة على المرض.
فلا تتردد في استشارة طبيب مختص إذا لزم الأمر… فصحتك غالية!
كتبته: سارة عمر