ترياق الطفل

كيف أحمي طفلي من الأمراض النفسية؟

مع الانتشار العالمي السريع لفيروس “كورونا” المستجد، لجأت الحكومات في معظم دول العالم إلى حظر التجوال والتجمعات وإجبار الأسر على البقاء في المنزل؛ الأمر الذي سبب حالة من الرعب والخوف بين البشر، وأثر سلبًا في صحتهم النفسية. 

وكانت الفئة العمرية الصغيرة هي الأكثر عرضة للآثار النفسية السلبية للمكوث في المنزل مدة طويلة.

ترى، في ظل تلك الظروف الاستثنائية والصعبة، كيف يمكن حماية أطفالنا من خطر الأمراض النفسية؟

الإجابة في هذا الترياق…

الصحة النفسية للطفل… ضرورة لا رفاهية! 

تؤثر الصحة النفسية في طريقة تفكيرك، وشعورك، وحتى أفعالك. لذا، فاهتمامك بالصحة النفسية لك ولطفلك لا يقل أهمية عن اهتمامك بصحتك الجسدية.

إلى كل أب، وكل أم… 

أنتم مسؤولون مسؤولية كاملة عن صحة أطفالكم النفسية. 

وإليكم هذه النصائح:

  • تستطيع تحسين صحة طفلك النفسية من خلال خلق جو صحي وملائم له، وأن تكون قدوة حسنة في مثل تلك الظروف الاستثنائية.
  • تعلم كيفية التعامل مع طفلك، وتعرف الأعراض الخطرة للأمراض النفسية التي من الممكن أن تصيب طفلك، ومتى تقرر اللجوء إلى الطبيب المختص.

لكن، هل حقًّا الأمراض النفسية شائعة بين الأطفال؟!

الأمراض النفسية بين الأطفال

أثبتت آخر الدراسات أن بقاء الأطفال في المنزل مدة طويلة بعيدًا عن المدرسة والأنشطة الخارجية اليومية؛ يؤثر سلبًا في حالتهم العامة وصحتهم النفسية، بمقدار أربعة أضعاف أعلى من الأطفال غير المحظور خروجهم من المنزل.

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

ونظرًا لقلة نشاطهم، وجلوسهم مدة طويلة أمام شاشات التلفاز والهواتف الذكية، واضطراب مواعيد نومهم، وتناولهم وجبات سريعة وغير صحية؛ كل تلك التغيرات والتطورات السلبية تضر صحتهم النفسية والجسدية. 

وقد صرح المركز القومي للعلاج والوقاية من الأمراض -في الولايات المتحدة الأمريكية- (CDC) أنه من المرجح زيادة فرص إصابة الأطفال ببعض الأمراض النفسية، إذ وجد أن واحدًا من كل ستة أطفال في الفئة العمرية من 2- 17 عاما يعانون أمراضًا نفسية أو سلوكية أو نقصًا في النمو بنسبة وصلت إلى نحو 17.4% في المجمل، وقسمت تلك النسبة إلى: 

  • 4%  (نحو 6.1 مليون طفل) من الأطفال ما بين 2-17 عامًا يعانون اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
  • 4% (نحو 4.5 مليون طفل) من الأطفال ما بين 3-17 عامًا يعانون أمراضًا ومشكلات سلوكية، مثل: اضطراب المعارض المتحدي، واضطراب السلوك “التصرف“.
  • 1% (نحو 4.4 مليون طفل) من الأطفال ما بين 3-17 عامًا يعانون اضطراب القلق والتوتر الشديد.
  • 2% (نحو 1.9 مليون طفل) من الأطفال ما بين 3-17 عامًا يعانون الاكتئاب الحاد.

الأرقام تبدو صادمة بعض الشيء -عزيزي القارئ-، لكن لا داعي للقلق مطلقًا! 

في «ترياقي» نقدم لك الحل المناسب لحماية أطفالك من خطر الإصابة بالأمراض النفسية.

تسع نصائح من «ترياقي» لحماية صحة طفلك النفسية

  • أحب طفلك بدون شروط أو قيود، وقدم له الدعم النفسي المناسب في ظل الأزمة الراهنة.
  • شجع طفلك على التحدث والتعبير عن رأيه ومشاعره، ولا تحاول كبتها؛ حفاظًا على اتزانه النفسي والسلوكي.
  • عود نفسك على الاستماع الجيد أولًا ومن ثم الرد، فلطفلك حق في أن تفهم احتياجاته ورغباته في اللعب والانطلاق بعيدًا عن أجواء الحظر. 

لذا، فكر دائمًا في رد مناسب دون الحاجة إلى الصراخ في وجهه بأوامر مسبقة.

  • خصص وقتًا للعب والأنشطة داخل المنزل في حال استمرار الحظر.
  • عود نفسك سؤال طفلك عن تفاصيل يومه.
  • علمه عادات صحية وغذائية مفيدة، ونظم أوقات نومه؛ لحمايته من خطر الإصابة بالسمنة واضطرابات النوم.
  • كن صريحًا مع طفلك في ما يناسب فئته العمرية، ولا تكذب عليه بشأن الأوضاع الحالية؛ وإنما أخبره أن لكل مشكلة حلًّا وأن لكل أزمة نهاية مهما طالت.
  • علم طفلك الاستقلالية، وأن يكون له رأيه الخاص ونظرته المتفردة في الأمور.
  • أدِّب طفلك بحكمة وحزم إذا أخطأ، ولا داعي لكلمات التوبيخ المستمرة بعد انتهاء مدة العقاب.

ختامًا…

أنت مرآة طفلك، وبطله الخاص، ودرعه الواقي ضد مخاطر الحياة وتقلبات الزمن، وحصنه المنيع الحامي لصحته النفسية والجسدية.

فكن مثالًا يحتذى به، وكن الصورة التي ترجو أن تراها في طفلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى