لماذا لا يجب ممارسة الجنس أبدا أمام الأطفال؟

في غرفة النوم…
المكان مهيأ لممارسة علاقتنا الخاصة، المقدسة، المحاطة بهالة من الود والرحمة. ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان؛ باب الغرفة منفتح عن آخره، وطفلنا ذو الخمس سنوات يراقبنا، لا أدري منذ متى!
سترنا أنفسنا، وجرينا نحوه مسرعين؛ فقد بدأ في البكاء بشدة. وفي محاولة منا لتهدئته، سكن على كتفي وهدأ، وغط في سبات عميق.
ومن وقتها، نأخذ الحيطة والحذر في ذلك الأمر، حتى لا يتكرر مرة أخرى.
الطفل…
كائن هَشٌّ وبسيط. لكنه -مثل الإسفنجة- يمتص ويتشرب كل الكلمات والأفعال من حوله، خصوصًا من المقربين، ويقلدها دون تفكير أو إدراك للعواقب أو المخاطر. لذا، على الآباء والأمهات دور ومسؤولية كبيرة في اختيار كلماتهم وأفعالهم أمامه.
ولمَّا كان فعل جديد وغريب -مثل ممارسة الجنس أمامه- قد يقع بقصد أو بدون، فإن ذاك الفعل سوف يحمل آثارًا سيئة على صعيد صحته النفسية والجسدية، وأضرارًا عديدة إليك أشهرها:
- فقدان الثقة والاحترام لوالديه نتيجة لحدوث ذلك الفعل المشين -من وجهة نظره- دون مراعاة لوجوده.
- فقدان الحياء والخجل، وقد يتطور الأمر إلى الحديث مع الغرباء عمَّا قد يراه دون إدراك.
- زيادة الشهوة، أو النفور من العلاقة الجنسية، مما يسبب عُقَدًا نفسية خطيرة. وقد يتطور الأمر ويصل إلى حد العنف أو ضرب أمه في حالة النفور، أو الرغبة المستمرة في متابعة الأمر في حالة الشره الجنسي.
- فقدان القدرة على السيطرة على نفسه أمام الجنس الآخر، وقد يعتقد أنه أمر عادي، ومن الممكن تطوره ليمارس الجنس مع أخته -أو غيرها- مثلما يفعل والداه.
دور الأسرة
نعلم أنه أمر صادم ومؤلم للطفل، ومحرج ومفزع للوالدين أن يراهما طفلهما. لذا، كان لِزاما علينا -في “تِرياقِي”- النصح، والتوجيه في أخذ الأمر برَويَّة، والتصرف برزانة وتعقُّل دون إشعار الطفل بأي شيء. إليك بعض النصائح للتعامل مع تلك الحادثة:
- كن مبتسمًا، وارتدِ ملابسك سريعًا، ولا تُشعِر الطفل بأي فزع أو قلق.
- انتظر ردة فعل الطفل، ولا تبادر بالحديث أولًا؛ قد يكون الطفل غير مدرك للأمر. لذا، لا داعي وقتها للتبريرات.
- تهدئة وتلطيف الأمور، وإخبار الطفل بأن الأمر كان مزاحًا أو لهوًا فقط، وليس هنالك أي عنف.
- إذا كان الطفل كبيرًا ومدركًا لذلك الأمر، سيهرع إلى غرفته سريعًا. لذا، عليك بالحديث معه في اليوم التالي، وإفهامه أن ما رآه شيء طبيعي بين الوالدين في إطار الزواج.
ختامًا…
ممارسة الجنس فعل مقدس، له مكان خاص وتوقيت خاص، كن حريصًا على إخفائه عن أعين طفلك حفاظًا على صحته النفسية.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!