
أذكر جيداً ذلك اليوم الذي مرضت به والذي تغيرت فيه حياتي تماماً.
اعتقدت ببداية الأمر أنني أصبت بدور إنفلونزا؛ فقد كنت أشعر بتعب شديد، وألم في حلقي وصداع مستمر، بالإضافة إلى آلام في ساقي وجميع عضلات جسدي.
ذهبت إلى الطبيب وأجريت بعض الفحوصات والتي جاءت نتائجها طبيعية، ولكن كانت حالتي تزداد سوءاً، وبعد رؤية سبعة أطباء على مدار عام كامل، شُخصت حالتي أخيرا بمتلازمة التعب المزمن.
سنتعرف في مقال اليوم على متلازمة التعب المزمن وأعراضها وكيفية علاجها، لذا هيا عزيزي القارئ نسبر أغوار هذا المرض الشائك.
تعريف متلازمة التعب المزمن
يُعرف أيضاً باسم متلازمة الإرهاق المزمن أو التهاب الدماغ النخاعي، وهو مرض يؤثر على العديد من أجهزة الجسم. يتميز هذا الاضطراب بالإرهاق الشديد الذي لا يزول مع الراحة أو النوم.
تتشابه أعراض متلازمة التعب المزمن مع حالات أخرى تجعل من الصعب تشخيص هذا المرض بسهولة؛ إذ لا توجد اختبارات معينة لتأكيد تشخيص هذا المرض، ويتم تشخيصه باستبعاد الأسباب الأخرى التي تنتج أعراضاً مشابهة.
ولا توجد أسباب واضحة حتى الآن تفسر هذه الحالة المرضية؛ هناك بعض النظريات التي تربط متلازمة التعب المزمن بالإصابة ببعض الفيروسات، أو ضعف الجهاز المناعي، أو الإجهاد النفسي، أو نتيجة خلل في هرمونات الجسم.
يمكن لأي شخص أن يصاب بمتلازمة التعب المزمن في أي مرحلة عمرية، إلا أنها أكثر شيوعاً في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاما، وتُعد النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.
أعراض متلازمة التعب المزمن
يعاني الشخص المصاب بمتلازمة التعب المزمن من ثلاثة أعراض أساسية وهي:
- عدم القدرة على القيام بأي نشاط معتاد قبل الإصابة بالمرض، ويستمر لمدة ستة أشهر على الأقل مع وجود إجهاد شديد لا يزول بالراحة.

- تفاقم أعراض التعب المزمن بعد القيام بنشاط بدني أو عقلي -والذي لم يكن يسبب مشكلة قبل الإصابة- والتي تعرف بضيق ما بعد الإجهاد (PEM) وتشمل: التهاب الحلق والصداع والدوخة وعدم القدرة على النوم.
وقد يستغرق التعافي من هذه الانتكاسة أياما أو أسابيع، ولا يستطيع المصاب خلالها ممارسة حياته بشكل طبيعي، وقد لا يقوى على القيام من الفراش.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
فقد يتسبب مجرد التسوق، أو حضور حفلة ما، أو بذل مجهود في عدم قدرة الشخص على فعل أي شيء لأيام. ويصعب التنبؤ بما سيتسبب في حدوث هذه الانتكاسة أو إلى متى ستدوم.
3. يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة التعب المزمن من مشاكل في النوم؛ سواء صعوبة في الاستغراق في النوم، أو تشنجات عضلية في أثناء الليل، وأَلم في الساقين.
بالإضافة إلى هذه الأعراض الأساسية، يجب أن يعاني المريض من أحد هذين العرضين كي يشخص بمتلازمة التعب المزمن:
الدوار أو الإغماء في أثناء تغير الوضع فجأة من الوقوف إلى الجلوس أو العكس، وهو ما يسمى بـهبوط الضغط الانتصابي.
مشاكل في الذاكرة والتفكير؛ فتجد أن الأشخاص المصابين بمتلازمة التعب المزمن دائمي الشكوى بسهولة التشتت، كما يجدون صعوبة شديدة في تذكر الأشياء.
وهناك أيضاً بعض الأعراض الأخرى شائعة الحدوث مثل:
- آلام بالعضلات.
- آلام بالمفاصل دون تورم أو احمرار.
- مشاكل في الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي.
- الحساسية تجاه بعض أنواع الطعام أو الروائح أو الضوء.
- وجود عقد لمفية في الرقبة أو تحت الإبطين.
- التعرق في أثناء الليل.
- التهاب الحلق والذي يحدث في كثير من الأحيان.
- ضيق في التنفس.
- عدم انتظام ضربات القلب.
علاج متلازمة التعب المزمن
علاج أعراض ما بعد الإِجهاد
تحدث عادة أعراض ما بعد الإجهاد خلال 12 إلى 48 ساعة بعد القيام بأي مجهود وتستمر لأيام أو أسابيع، ويمكن محاولة السيطرة عليها من خلال إحداث توازن بين النشاط والراحة، وإيجاد طرق لتسهيل القيام بالأنشطة المختلفة مثل: الجلوس في أثناء الاستحمام، وتقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات أصغر، وأخذ فترات راحة متكررة.
قد يلجأ بعض المرضى إلى مراقبة معدل ضربات القلب؛ لتتبع مدى استجابة أجسادهم للإجهاد، ومحاولة منع حدوث الانتكاسة.
علاج اضطرابات النوم
قد يوصي الطبيب بتناول أدوية تساعد الشخص المصاب على الاستغراق في النوم، والتي تكون بجرعات صغيرة ولفترة زمنية قصيرة لتجنب الاعتماد عليها.
علاج الألم
يجب عليك التحدث دائما إلى الطبيب الخاص بك قبل تجربة أي دواء، ولا تتناول أي دواء من تلقاء نفسك، قد يوصي الطبيب بتجربة بعض مسكنات الألم مثل الباراسيتامول، أو الإيبوبروفين، أو الأسبرين لتسكين الألم.
علاج متلازمة التعب المزمن بالحجامة
أظهرت بعض الدراسات أنه يمكن علاج متلازمة التعب المزمن بالحجامة، وهي أحد أنواع الطب التقليدي التي تستخدم منذ القدم، إذ تستخدم كاسات زجاجية يتم تسخين الهواء بداخلها قبل وضعها على الجلد، ويترك لبضع دقائق تاركا علامات دائرية حمراء على الجلد.
أثبتت هذه الدراسات فعالية العلاج بالحجامة في تخفيف الأعراض المصاحبة لمتلازمة التعب المزمن مثل آلام العضلات، والأرق، والصداع، والدوار.
يجب أن يجرى هذا النوع من العلاج من قبل متخصصين، حتى تتجنب حدوث آثار جانبية كالحروق أو الالتهابات الجلدية.

علاج هبوط الضغط الانتصابي
قد يقترح الطبيب على المرضى الذين يعانون من الدوخة الشديدة، واضطراب الرؤية التي تزداد سوءا عند الوقوف أو الجلوس المفاجئ شرب كميات كبيرة من السوائل، وتناول أطعمة تحتوي على نسبة من الملح. وإذا لم تتحسن الأعراض فقد يوصي بزيارة طبيب مختص في القلب والأوعية الدموية.
علاج الاكتئاب والقلق
يمكن أن يتسبب هذا المرض في إصابة الشخص بنوبات من الاكتئاب أو القلق، نتيجة الألم المستمر أو الخوف من الألم نتيجة بذل أي مجهود بسيط. قد يلجأ الطبيب إلى وصف أدوية مضادة للاكتئاب أو القلق بجرعات معينة.
ولكن يجب توخي الحذر في وصف تلك الأدوية، لما لها من تأثيرات أخرى قد تؤدي إلى تفاقم أعراض متلازمة التعب المزمن.
يمكن أن تستخدم تقنيات أخرى مثل تمارين التنفس العميق، واليوغا، وجلسات التدليك والاسترخاء في تحسين المزاج وتقليل التوتر والقلق.
علاج ضعف الذاكرة والنسيان
قد يساعد وضع خطط مكتوبة وجداول بالمهام المطلوبة في حل مشكلة قلة التركيز تلك، ويمكن أن توصف أدوية منشطة للذاكرة، كالتي تستخدم في علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
ولكن مع الحذر من أنها قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض؛ إذا حاول الشخص القيام بما هو أكثر من المعتاد عندما يبدأ في الشعور بالتحسن.
علاج متلازمة التعب المزمن بالأعشاب
قد تفيد بعض أنواع الأعشاب الطبية في تخفيف حدة بعض أعراض متلازمة التعب المزمن منها:
- عشبة الناردين
تسمى أيضا حشيشة الهر، يمكن أن تساعد هذه النبتة على النوم بسبب تأثيرها المخدر الطبيعي. وتوجد في شكل كبسولات علاجية أو على هيئتها العشبية ويمكنك تناولها قبل النوم بساعة.

- نبتة العرقسوس
يمكن شرب نبات العرقسوس في حالة الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستمر في ضغط الدم؛ لاحتوائه على مركب مضاد للالتهابات يزيد من مستويات الصوديوم في الدم.
- الجنسنج
قد يفيد الجنسنج في تخفيف التعب البسيط في الأشخاص المصابين بمتلازمة الإرهاق المزمن، ولكن لم تثبت فعاليته في حالات التعب الشديدة، كما أن له دوراً أيضاً في تحسين المزاج.
- عشبة الجنكة
تحتوي هذه العشبة على مضادات الأكسدة والتي تساعد في تخفيف آلام العضلات، كما تحسن التركيز، وتزيد الانتباه.
من الضروري جداً أن تتعلم كيفية التعايش مع هذا المرض، وأن تكون أكثر وضوحاً بشأن ما هو أكثر أهمية لحياتك وما ينبغي التخلي عنه، وعليك أن تحافظ على نظام غذائي صحي متوازن لتقوية جهازك المناعي، ويفضل تناول وجبات صغيرة متكررة على مدار اليوم.
يجب أن تتوقف عن تناول الكافيين أو الكحول، ويفضل أن تحافظ على روتين ثابت للنوم من خلال نومك كل ليلة في نفس الموعد وإجبار نفسك على الاستيقاظ في ساعة محددة من كل صباح.
وتذكر دائما أنك تحتاج إلى الاستماع جيداً إلى جسدك ومعرفة ما يرهقك، ولا تشعر بالأسى تجاه تلك القيود، فقط اصنع لنفسك حياة فريدة ومميزة، فأنت تستحق ذلك.
عانيت كثيرا من متلازمة الألم المزمن وأعتدت زيارة الأطباء بمختلف تخصصاتهم مثل العظام و المخ والأعصاب والباطنية إلى جانب النفسية والعصبية .
بدأت معاناتي وأنا مراهقة مع القولون العصبي وكان يميزه نوبات من التجشؤ يوميا لأوقات طويلة وكانت مرتبطة بالقلق والتوتر وكان يصاحبها الآم شديدة في صدري وعندما زرت طبيب الباطنية طلب مني فحوصات كثيرة وكانت كلها سليمة و أخبرني بأن سبب حالتي نفسي، ثم ذهبت إلى طبيب نفسي ووصف لي بعض الأدوية وللأسف لم تأتي بثمارها معي .
سلمت أمري لله واستعنت بالدعاء وبدأت تتحسن حالتي نسبيا ثم بعد عدة سنوات بدأت الالآم تظهر في مختلف أجزاء جسمي بداية من رأسي حيث الصداع النصفي ثم ألم أعلى الظهر بين الكتفين وبعد ذلك امتدت إلى منطقة العصعص .
ثم ظهرت الآم في الوتر الرضفي بالركبة وبعدها بفترة التهاب اللفافة الأخمصية وبعد ذلك هاجمتني الآم العصب الخامس بفكي، بالإضافة لذلك بدأت أشعر بتشتت في الذاكرة وعدم تركيز وحالة من الوهن الشديد .
عندما زرت طبيب نفسية في الفترة الاخيرة شخص حالتي أنها متلازمة الألم المزمن والتي يطلق عليها أحيانا فيبروميالجيا .
جربت الحجامة من حوالي سنتين وشعرت بعدها براحة نفسية حيث أنها سنة ولكن سرعان ما رجعت لي آلامي بعد ذلك .