مضادات الذهان | اطمئن نحن معك خطوة بخطوة

شهد مجال الصناعة الدوائية طفرة كبيرة في الآونة الأخيرة، فمع تطور الأجهزة الطبية والبحثية، تمكن العلماء من اكتشاف المزيد من الأدوية لوضع الحلول الجذرية للأمراض المستعصية.
وقد نال قسم الأدوية النفسية والعصبية اهتمامًا ملحوظًا من قِبَل مصنعي الدواء على مستوى العالم؛ نظرًا لأهميتها ودقتها في آلية العمل داخل جسم الإنسان.
ومع ظهور هذه الفئة من الأدوية وتطورها، ظهرت الدراسات المختلفة على الأجيال المتتالية منها لإظهار ما لها وما عليها من فاعلية وآثارٍ جانبية وغيرها مما يخص الدواء.
وقد وردتنا الكثير من الأسئلة التي تشغل الناس عن جانب من الأدوية النفسية وهي “مضادات الذهان”؛ لذا وجب علينا التحدث عنها في هذا المقال وإيضاحها للقارئ بشكل مبسط وسلس.
فلنبدأ معًا -عزيزي القارئ- رحلة صغيرة في هذا المقال، ندور فيها مع مضادات الذهان ونقف معها في بعض المحطات الهامة، كآثارها الجانبية وأعراض الانسحاب عند إيقافها المفاجئ وعلاقتها بالجنس وأهم الأسئلة الشائعة حولها.
ما هو الذهان؟
علينا -أولًا- معرفة أن الذهان ليس مرضًا في حد ذاته، إنما هو عرض لبعض الحالات المرضية كالفصام والصدمات القوية والضغوطات النفسية الشديدة.
فالذهان هو مجموعة من الاضطرابات النفسية التي ينفصل فيها المريض عن الواقع، حيث يعاني الهلاوس السمعية والبصرية، وفي بعض الأحيان يشعر أنه مطارد من قبل شخص ما أو أنه -مثلًا- زعيم من زعماء العالم أو غير ذلك من الهلاوس.
ولمعرفة المزيد عن الذهان وأعراضه وأسبابه، ننصح بقراءة مقال مرض الذهان – عندما تفقد الاتصال بالعالم.
أنواع مضادات الذهان

إن البدء في خطة العلاج مبكرًا يساعد كثيرًا في التخلص من أعراض الذهان والحيلولة دون استمرارها وتطورها إلى الأسوأ.
وبالتالي يحافظ المريض على علاقاته الشخصية مع زملاء العمل أو الدراسة أو غير ذلك من العلاقات التي قد تتأثر بهذا الاضطراب النفسي.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
وقبل البدء في الحديث عن أدوية مضادات الذهان وأنواعها، نذكر أنواع العلاج النفسي للذهان، وهي:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT).
- العلاج النفسي الداعم.
- العلاج التعزيزي المعرفي (CET).
- التعليم النفسي والدعم العائلي.
- الرعاية التخصصية المنسقة (CSC).
أدوية مضادات الذهان
تنقسم أدوية مضادات الذهان إلى جيلين:
- الجيل الأول (مضادات الذهان التقليدية).
- الجيل الثاني (مضادات الذهان غير التقليدية).
وعلى الرغم من أن كلا الجيلين يعمل كمضاد للدوبامين، إلا أن الجيل الثاني يعمل أيضًا على السيروتونين ويؤثر على مستوياته.
وتتميز مضادات الذهان من الجيل الثاني بقلة آثارها الجانبية مقارنة بنظيراتها من الجيل الأول، وكلاهما أثبت فاعليته في علاج الذهان.
أفضل مضادات الذهان التقليدية من الجيل الأول
- كلوربرومازين
- فلوبنسيكسول
- فلوفينازين
- هالوبيريدول
- لوكسابين
- بيرفينازين
- بيموزايد
- ترايفلوبيرازين
- ثيوثيكسين
- زكلوبينثيكسول
أفضل مضادات الذهان غير التقليدية من الجيل الثاني
تعد مضادات الذهان من الجيل الثاني الخيار الأول لعلاج الذهان المصاحب للفصام.
وتستخدم أيضًا لعلاج الذهان الناتج عن اضطراب ثنائي القطب والتعرض للضغوطات النفسية الشديدة والوسواس القهري.
وتضم هذه المجموعة من مضادات الذهان ما يلي:
- ريسبيريدون
- كويتابين
- أولانزابين
- زيبراسيدون
- باليبيريدون
- أريبيبرازول
- أميسولبرايد
- كلوزابين
يعطي (كلوزابين) مفعولًا رائعًا في حالات الذهان، إلا أنه يحتاج إلى متابعة قياس نسبة كرات الدم البيضاء باستمرار؛ لذا لا يوضع كخيار أول للعلاج.
الأعراض الجانبية لمضادات الذهان

لكل دواء آثارٌ جانبية تختلف باختلاف المادة الفعالة والمجموعة التي ينتمي إليها الدواء، ولا يُشتَرط حدوث كل الأعراض الجانبية مع كل المرضى، فهي تتفاوت بينهم من حيث الحدة ونسبة الحدوث.
ونستعرض -فيما يلي- بعض الآثار الجانبية لمضادات الذهان التقليدية من الجيل الأول:
- الشعور بالنعاس
- الدوار وتشوش الرؤية
- الإمساك
- انسداد بالأنف وجفاف بالفم
- الشحوب العاطفي وتبلد المشاعر
- زيادة الوزن
- اضطراب الدورة الشهرية
- ظهور إفرازات سائلة من الثدي مصحوبًا بألم
- التشنجات وتصلب العضلات
أما عن الآثار الجانبية لمضادات الذهان غير التقليدية من الجيل الثاني:
- جفاف الفم والدوار
- تشوش الرؤية
- التشنجات (وهي نادرة الحدوث)
- زيادة الوزن ومرض السكري
- تورم وتصلب المفاصل
- الشعور بالنعاس والخمول
- قلة الرغبة الجنسية لدى الرجال ونزول إفرازات سائلة من الثدي للسيدات
أعراض انسحاب مضادات الذهان
إن استخدام الأدوية النفسية يجب أن يكون بحذر، وتحت إشراف طبيب مختص يتابع المريض باستمرار، ويلاحظ ما يطرأ عليه من تغيرات أو آثار جانبية من جراء تناول الدواء.
فالأدوية النفسية والعصبية تعمل على أماكن حساسة في الجهاز العصبي؛ الأمر الذي يجعل المريض يعتاد عليها.
لذلك لا يُنصَح بالتوقف المفاجئ للدواء ولا تقليل الجرعة دون الرجوع للطبيب المختص.
وعندما يقرر الطبيب استقرار الحالة أو احتياجها إلى استخدام نوع آخر من الأدوية، فإنه يسحب الدواء من الجسم تدريجيًا.
وإذا لم يحدث هذا التدرج، فإن الأمر قد يؤول إلى تعرض المريض لأعراض الانسحاب غير المرغوبة بتاتًا؛ ومن أهم أعراض الانسحاب:
- زيادة حساسية الجلد للمؤثرات الخارجية بشكل غير طبيعي
- آلام العضلات
- القلق
- الدوار والصداع
- الشعور بالحر الشديد أو البرودة الشديدة مع وجود رجفة
- الانسحاب الاجتماعي
- فقدان الشهية
- اضطرابات بالمزاج
- الشعور بالغثيان والقيء
- سيلان الأنف
- الأرق وزيادة التعرق
- احتمالية التعرض لنوبات شديدة من الذهان
ولا يُشتَرَط معاناة المريض من كل الأعراض الانسحابية معًا، ولكنها تختلف باختلاف الفروق الفردية للمرضى ومقدار جرعة الدواء المُتناوَلة.
أسئلة شائعة حول مضادات الذهان

- ما العلاقة بين مضادات الذهان والجنس؟
أثبتت بعض الدراسات أن هناك علاقة بين مضادات الذهان والضعف الجنسي، وتُعد مادة (ريسبيريدون) على رأس قائمة مسببات الضعف الجنسي.
وكذلك هناك ارتباط وثيق بين قلة الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب وبين مضادات الذهان التقليدية من الجيل الأول.
لذا يَقرِن الأطباء أدوية علاج الضعف الجنسي كمادة (سيلدينافيل) بمضاد الذهان الذي يؤثر بشكل مباشر على الجنس.
أما بالنسبة للسيدات، فقد لا يصلن إلى النشوة الجنسية بسهولة، وقد تظهر إفرازات من الثدي مصحوبةً ببعض الألم.
وعلى كل حال، إذا ظهرت أي من المشكلات الجنسية، فعليك إبلاغ الطبيب فورًا لتعديل الجرعة أو تغيير الدواء لآخر.
- ما المدة التي أستمر فيها على تناول مضادات الذهان؟
تُحدَد المدة بناءً على عدد نوبات الذهان التي تتعرض لها، وكذلك على المرض المسبب للذهان.
فقد يوقف الطبيب العلاج لاستقرار الحالة واختفاء النوبات، وقد تستمر في تناوله كوقاية من عودة النوبات تارة أخرى.
- هل هناك تفاعلات دوائية بين مضادات الذهان وغيرها من الأدوية؟
نعم؛ هناك تفاعلات دوائية بين مضادات الذهان وغيرها من الأدوية، كأدوية السعال وأدوية البرد والحساسية ومضادات الحموضة.
لذا؛ عليك استشارة طبيبك أو الصيدلي عن الدواء وعن تفاعلاته مع الأدوية الأخرى التي تتناولها.
- هل التدخين وتناول الكحوليات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين يؤثر على مفعول مضادات الذهان؟
نعم؛ فالتدخين يعمل على تكسير المادة الفعالة لمضاد الذهان في الجسم، لذا يحتاج المدخن إلى جرعة أكبر من الدواء.
على العكس في المشروبات المحتوية على الكافيين فهي تزيد من مدة بقاء مضاد الذهان في الدم، مما يضطر الطبيب إلى تقليل جرعة الدواء.
أما عن الكحوليات، فإن مضادات الذهان تزيد من مفعولها في الجسم، فيتعرض المريض إلى مخاطر أكبر كتدهور حالة الكبد وزيادة احتمالية التعرض للحوادث المروعة في أثناء قيادة السيارة بسبب النعاس الزائد.
وعلى كل حال، يجب إخبار الطبيب بكل ما تتناول من أدوية أو كحوليات أو إن كنت مدخنًا؛ فهذا أحرى أن يكون أضبط للجرعات وأسرع للعلاج وتقليل النوبات.