ترياق الأدوية النفسية

مضادات القلق | علاج هذا الجيل!

قررتُ أخيرًا التحدث عن المشكلة السخيفة التي أعانيها يوميًا، ولكنني أعلم أنه ليس من السهل عليك أن تتفهم حالتي.

أنا أعاني خوفًا مستمرًا من أبسط الأشياء؛ مع كل خطوة جديدة أقوم بها، ومع كل شخص جديد أتعرف إليه أشعر بالقلق، أكره بدايات الأشياء ولا استطيع التعامل مع الفشل.

لا أعلم إن كنتُ مريضًا أم لا، ولكنني أريد حلًا لهذه المشكلة، لأنني أعلم جيدًا أن حياتي سوف تتحسن كثيرًا عندما تختفي.

بعد قراءة هذه المشكلة، هل شعرتَ أنها مألوفة قليلا؟

إن كانت إجابتك “نعم”، فهذا لأنها ليست قصة شخص واحد فقط؛ ولكنها قصة أغلب الأشخاص حاليًا.

تختلف درجة القلق من شخص لآخر، ولكن مع استمرار التعرض للضغط، يتحول القلق إلى مرض مزمِن يتطلب العلاج.

نتعرف معًا في هذا المقال إلى أنواع مضادات القلق، وكيفية استخدامها، وأعراضها الجانبية.

متى يتحول القلق إلى مرض مزمِن؟

يشعر جميع الأشخاص بالقلق خلال مدَّة معينة من حياتهم، وهذا النوع من القلق طبيعي جدًا؛ فهذا جزء من طبيعتنا البشرية.

ولكن عندما يتحول قلقك الطبيعي إلى شبح يطاردك كل يوم، ويمنعك من الاستمتاع بحياتك، هنا ينبغي أن تدرك أن خوفك الطبيعي تحول إلى حالة مرضية، وأزمة يجب البحث عن علاج لها.

أعراض القلق المزمِن

أعراض القلق المزمِن

يصعب أحيانًا تشخيص القلق كمرض مزمِن، ولكن توجَد بعض الأعراض التي من الممكن ملاحظتها على الشخص المصاب، مثل:

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • صعوبة في النوم.
  • عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي.
  • الخوف من القيام بأبسط الأنشطة اليومية.
  • صعوبة التركيز.
  • جفاف الفم.
  • الصداع المستمر.
  • العصبية الشديدة.

يجب علينا إدراك أن أعراض القلق تختلف من شخص لآخر، لأنها تتوقف على قدرة الشخص على تحمُّل الصدمات النفسية.

متى تجب عليك استشارة الطبيب؟

يتطور الأمر أحيانًا ويتطلب استشارة الطبيب، وقد ينصحك باستخدام مضادات القلق حتى تتمكن من السيطرة على هذا الوضع، لذلك يجب عليك الحذر عندما تبدأ بمواجهة بعض هذه المشكلات، مثل:

  • الميل إلى العزلة.
  • الشعور بالاكتئاب.
  • الأفكار الانتحارية.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي.
  • استخدام الكحول للهروب من مواجهة القلق.
  • آلام الأسنان.
  • تشنج العضلات.

أنواع مضادات القلق

نتعرف إلى بعض أنواع مضادات القلق والتوتر التي من الممكن أن ينصحك الطبيب بها.

1- حاصرات مستقبلات بيتا (Beta blocker)

يُعَدُّ هذا النوع من أشهر أنواع مضادات القلق، حيث أنها تستطيع تخفيف الأعراض الجسدية الناتجة عن القلق، مثل:

الدوار وسرعة ضربات القلب، ولكنها لا تستطع معالجة الأسباب النفسية للقلق.

تُستخدَم أيضًا في علاج أمراض القلب، وتوجَد منها أنواع كثيرة، وأشهرها البروبرانولول (Propranolol).

لا نستطيع تجاهل الأعراض الجانبية السيئة التي تنتج عن استخدامها، مثل:

  • عدم القدرة على النوم بانتظام.
  • الإرهاق.
  • الشعور ببرودة في الأطراف.

2- بوسبيرون (Buspirone)

يُعَدُّ هذا الدواء من أهم أنواع مضادات القلق والخوف، حيث يستطيع المريض استخدامه لفترة زمنية قصيرة -نتيجة تعرُّضِه لأزمة معينة- ثم يتوقف عن تناوُله، وأيضًا من الممكن استخدامه كعلاج مستمر للسيطرة على اضطراب القلق المزمن.

يعمل على تحسين المِزَاج العام للمريض، ولكن له بعض الأعراض الجانبية، مثل:

  • الشعور بالغثيان.
  • صعوبة في النوم.
  • الصداع والدوار.

مضادات القلق والاكتئاب

لعلك تتساءل عن وجود أدوية يمكنها معالجة القلق والاكتئاب في نفس الوقت، حتى تتجنب تناوُل الكثير من الأدوية.

توجَد فعلًا أنواع متعددة من مضادات القلق والاكتئاب، ومنها ما يلي:

1- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلَقات (Tricyclic antidepressant)

يُستخدَم هذا النوع في علاج الاكتئاب، وأيضًا في علاج اضطراب القلق المزمن، وتعمل على تحسين الحالة المزاجية للمريض، وذلك عن طريق إحداث تغيُّرات في كيمياء الدماغ.

يبدأ الطبيب باستخدام جرعة قليلة، وبعد ذلك يزيد الجرعة تدريجيًا، ولكن توجَد لهذا النوع بعض الأعراض الجانبية، مثل: 

  • عدم وضوح الرؤية.
  • زيادة الوزن.

2- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI)

تعمل على رفع معدل السيروتونين، أو ما يُطلَق عليه “هرمون السعادة“، وينتج عن ذلك تحسُّن الحالة النفسية للمريض، والنوم بانتظام، وزيادة التركيز. ولكنه يسبب الشعور بالدوار والصداع وجفاف الفم.

ما هو أفضل دواء للقلق المزمِن؟

ما هو أفضل دواء للقلق المزمِن؟

يتردد هذا السؤال كثيرًا، ولكن علميًا لا توجَد إجابة واضحة لهذا السؤال، حيث تختلف حدة الحالة المرضية من شخص لآخر؛ فالطبيب هو من يستطيع تحديد أفضل دواء مضاد للقلق يتناسب مع حالتك المرضية.

يعتمد الطبيب على بعض العوامل عند تحديد نوع العلاج المناسب، مثل:

  • سن المريض.
  • وظائف الكبد والكلى.
  • الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض.
  • استجابة الجسم للجرعة الأولى للدواء.

هل يمكن استخدام مضادات القلق للأطفال؟

قد يشعر البعض أن الأطفال هم الفئة الأكثر سعادة في هذه الحياة، ولكن هذا الاعتقاد غير حقيقي أحيانًا، حيث يشعر بعض الأطفال بالقلق والتوتر، خاصة في أوقات الاختبارات. ولكن هذا النوع من القلق طبيعي جدا.

يجب علينا معرفة بعض العلامات التي تظهر على الطفل، والتي تخبرنا أنه مصاب باضطراب القلق المزمن، مثل:

  • شعور الطفل بأنه مراقَب باستمرار.
  • تجنب التحدث مع الآخرين.
  • محاولات إيذاء النفس.

يبدأ الطبيب العلاج بواسطة الجلسات النفسية، ولكن إن لم تنجح هذه الطريقة، يلجأ إلى استخدام مضادات القلق للأطفال، حيث توجَد بعض الأنواع الآمنة، مثل:

  1. البنزوديازيبين (Benzodiazepine).
  2. مضادات الهيستامين (Antihistamines).
  3. مضادات الذهان غير التقليدية.

مضادات القلق للحامل

تواجه بعض النساء خلال مدَّة الحمل العديد من الاضطرابات النفسية، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية والإجهاد الذي يؤدي إلى القلق والانزعاج، وأحيانًا يتطلب الأمر استشارة الطبيب. ويمكن استخدام مضادات القلق للحامل، ولكن بحذر شديد.

يمكن للطبيب استخدام بعض مضادات القلق الآمنة، مثل:

  1. مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
  2. مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلَقات.

نصائح للأم الحامل لتخفيف التوتر

  • تحدثي مع الأسرة والأصدقاء عن المخاوف التي بداخلك.
  • حاولي ممارسة بعض الأنشطة البدنية البسيطة، مثل: المشي أو رياضة اليوجا، حيث إنها تعمل على زيادة مستوى الإندورفين في الجسم، والذي يعمل كمسكن طبيعي للألم.
  • احرصي على النوم بانتظام، لأنه يساعد على تخفيف حدة التوتر والقلق.
  • اكتبي عن أسباب انزعاجك؛ فقد تساهم الكتابة في تنظيم مخاوفك، وتخفف من شعورك بالقلق.
  • لا تترددي في طلب مساعدة الطبيب إن لم تنجح هذه المحاولات.

هل تنجح مضادات القلق الطبيعية في تخفيف التوتر؟

يمكننا محاولة الابتعاد عن الأدوية النفسية، وتجربة بعض مضادات القلق الطبيعية، حتى نتجنب الأعراض الجانبية السيئة لهذه الأدوية.

توجَد بعض أنواع العلاجات العشبية التي من الممكن أن تساعدنا على تخفيف حدة القلق والتوتر، والذي نشعر به خلال مواقف حياتنا اليومية، مثل:

  • زهرة الآلام

تشير بعض التجارِب إلى أن هذه الزهرة الصغيرة -مع كوب من الماء الدافئ- يمكنها أن تساعدك على تخفيف مشاعر القلق والتوتر، ولكنها تسبب أحيانًا النعاس والدوار.

  • اللافندر

تمكنك هذه العشبة العطرية من مواجهة بعض أعراض القلق والاكتئاب، وقد تساعد على تحسين جودة الحياة الصحية عمومًا، ولكن لها بعض الأعراض الجانبية، مثل الصداع وزيادة الشهية.

  • الكاموميل

أثبتت زهرة الكاموميل فاعليتها في علاج الكثير من الأمراض (مثل: اضطراب القلق، ونزلات البرد، وقرح الفم)، حيث إن كوبًا واحدًا من شاي الكاموميل يساعدك على الاسترخاء وتحسين المِزَاج العام.

يجب أن نتذكر أننا نعيش الحياة مرة واحدة فقط، وأن هذا القلق الذي نشعر به سوف يمنعنا من الاستمتاع بالأشياء الجيدة التي توجَد حولنا، حيث إننا لا نحتاج للعلاج بقدر ما نحتاج لتغيير نظرتنا السلبية لأنفسنا.

المصدر
Anxiety DisordersEverything You Need to Know About Anxiety7 Tips for Coping with Anxiety During PregnancyAnxiety disorders
اظهر المزيد

د. راشيل نادي

صيدلانية وكاتبة محتوى طبي. هدفي أن يصل العلم بشكل غير معقد لمن يريد المعرفة، أثق أن الكتابة ليست مجرد موهبة ولكنها شغف نستطيع به أن نصل لعقول الآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى