مفاهيم ومدارك

  • أغسطس- 2020 -
    27 أغسطس

    لفت الانتباه | بين سحر الجاذبية والاضطراب

    شابٌ وسيم في الخامسة والعشرين من العمر، يرتدي بدلة سوداء، وساعةً فخمة انعكس بريقها على أعيننا جميعًا. لكن ليس هذا ما جعل كل أنظارِنا تحدق فيه؛ بل جذبنا ذاك العطر الذي اخترق العقل قبل الأنف، فأصابه بشيءٍ أشبه بالإدمان! (سيف باهر)، أحد الموظفين الجدد بالشركة، ومزيجٌ من الكاريزما والثقة والإنجاز والتفوق. لا يفلت أحدنا من (سيف) إلا ويقع أسيرًا تحت سطوة جاذبيته المميزة، وبتنا نعرف أنه إذا حضر الشركة، فكل الحديث يدور حول ومع (سيف)! ربما أشعر بالاستياء من ذاك الجانب فيه قليلًا أو كثيرًا؛ فإنه يعشق لفت الانتباه أكثر من أي شيءٍ آخر. تُرى، هل يُعَدُّ لفت الانتباه بهذه الشراهة أمرًا جيدًا؟ أَمْ أنه قد تحول إلى اضطراب؟! ما هو لفت الانتباه؟ إن لفت الانتباه في علم النفس هو الرغبة في الحصول على تركيز الآخرين في شيءٍ ما، ربما يكون هذا الشيء شخصًا، أو منتجًا، أو موقفًا. يسعى الأفراد للفت الانتباه للحصول على فائدة ما من وراء الأمر، مثل:…

    أكمل القراءة »
  • 25 أغسطس

    هل من الضروري علاج التنمر الإلكتروني ؟

    “أنت سمينة وغبية”…  رسالة وصلتها على بريدها الإلكتروني! ليست هي المرة الأولى التي تتلقى فيها مثل هذه الرسالة! وكعهدها دومًا، تغلق غرفتها عليها، وتنهمر حمم الدموع من عينيها حارقة وجنتيها؛ آملة أن تطفئ بركان وجدانها… على الرغم من اعتيادها على تدفق مثل تلك الرسائل إلى هاتفها المحمول وبريدها الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، إلا أنها كانت تتجرع مرارة الألم مع كل رسالة منها كما لو كانت أول رسالة! لا تعلم لمن تشتكي، ومن أين تحصل على علاج التنمر الإلكتروني الذي تتعرض له. لم تعد تدري عدد المرات التي فكرت فيها في إنهاء حياتها ذات الثلاث عشرة سنة!  ولا كم من الوقت ستصمد قبل تنفيذ ما تفكر به! “إنهاء حياتها؟!… أنت تبالغين!”  هل جال هذا بخاطرك؟!  قارئنا العزيز، درس الباحثون الرابط بين إنهاء بعض المراهقين والأطفال حياتهم والتنمر الإلكتروني.  هل تجد صعوبة في تقبل الفكرة؟ تابع القراءة، واحكم بنفسك.  التنمر وخطورته؟  عندما يتصرف شخص أو مجموعة من الأشخاص بعنف وبشكل…

    أكمل القراءة »
  • 24 أغسطس

    الإرهاق الذهني | لقد استغاثت خلايا مخي مني!

    قد تستيقظ -عزيزي القارئ- من نومك وتشعر بانعدام طاقتك تجاه أي شيء، وقد تشعر بأنك لا ترغب في التفكير بأي مشكلة تمُرُّ بها؛ فقط تريد المكوث دون فعل أي شيء، والاكتفاء بمشاهدة ما يدور حولك. تجد نفسك -أيضًا- تٌثار بسهولة، فضلًا عن عدم القدرة على التحكم في غضبك مهما كان الأمر تافهًا. وتستمر هذه الحالة معك لأيام، وربما لأسابيع، ثم تسأل نفسك: “ما الذي أصابني؟!”. كلنا نمُرُّ بإيقاع حياة سريع، أو ما يُعرَف بـ”دوامة الحياة”؛ من العمل ومواجهة المشاكل التي لا تنتهي، إلى العودة للبيت والتفكير في مشاكل الأولاد (من مصاريف المدارس والنوادي، وطلباتهم الشخصية، والتفكير في طُرُق تربيتهم)، ثم تنتهي رحلة اليوم بالخلود للنوم والعودة لنفس الدوامة في اليوم التالي مجددًا. تجد نفسك -عزيزي القارئ- ملتفتًا إلى مشاكلك ومهامك المؤجلة، لكن آخر ما تلتفت إليه هو طاقتك الذهنية، ومدى استيعابها لكل ما تمُرُّ به، وكيفية شحنها. ومن ثَمَّ ينشأ الإرهاق الذهني عن كل ذلك. كيف أستنتج أنني مُصاب بالإرهاق…

    أكمل القراءة »
  • 23 أغسطس

    حاجة الإنسان لعبادة إله – psychology of religion

    الإله والروح… أتساءل في نفسي ما هي الروح؟ وهل هي شيء مادي يمكن رؤيته وتحسسه؟ أَمْ هي شيء معنوي لا يمكن رؤيته؟ خلق الله -تعالى- آدم من طين، ونفخ فيه من روحه، فميَّزه عن باقي مخلوقاته، وشرَّفه ونسب روحه إليه -سبحانه وتعالى- كما قال: “فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ”. فالروح شيء معنوي في نفس الإنسان، يستمد منها مشاعره وأحاسيسه، وهي التي تلهمه وتَدفعه لفعل الخير والشر، ولولا هذه الروح لكان الإنسان أشبه بدمية من الصلصال لا حياة فيها! ولما كانت الروح هي المحرك للإنسان، فإنها تحتاج لِمَا يغذيها ويهذبها، ويرشدها إلى فعل الخير واتقاء الشر، فكانت العبادة هي غذاء الروح، وكان من الضروري للإنسان أن يعبد الله وحده لا شريك له. فما هي حاجة الإنسان لعبادة إله ؟ وما هي ضرورة الدين في حياة الإنسان؟ تاريخ العبادة يُقصَد بالعبادة التقرب للمعبود (الإله) بأداء الفروض والطاعات، وقد خلق الله مخلوقاته لعبادته كما ذكر في القرآن الكريم “وَمَا…

    أكمل القراءة »
  • 23 أغسطس

    الهدوء | توازن أم انطواء؟

    في العيادة النفسية، جلس (سامر) في انتظار الدخول إلى المعالج النفسي، إنها ليست المرة الأولى التي يزور (سامر) فيها معالجًا نفسًّيا، ولكنها المرة الأولى التي ينعته فيها أحد الأصدقاء بـ “الانطواء”!  يتسم (سامر) بالهدوء، ولكنه يريد أن يعرف: هل الهدوء توازن أم انطواء؟! للإجابة عن هذا السؤال؛ يلزمنا أن نعرف أولًا:  ما هي الشخصية الانطوائية؟ وما هي السمات العامة لهذه الشخصية؟ الشخصية الانطوائية هي شخصية تتسم بكونها أكثر تحفظًا وأقل صراحة في وجود مجموعة من الأشخاص. أصحاب هذه الشخصية يستمتعون بالأنشطة الفردية، مثل: القراءة والكتابة واستخدام الحاسوب وصيد السمك والتخييم، ولديهم أيضًا شغف بالأنشطة العلمية والفنية. السمات العامة لأصحاب الشخصية الانطوائية “أستمتع بوقتي وأنا وحدي” يستمتع الشخص المنطوي بالوقت الذي يقضيه منفردًا، ولا يجد نفس مقدار المتعة في الوقت الذي يقضيه وسط مجموعة كبيرة من الناس. “أصدقائي مقربون ولكنهم قليلون” يستمتع صاحب هذه الشخصية بالتفاعل مع الأصدقاء المقربين، ولكن يجب أن يكون هؤلاء الأصدقاء محل ثقة كبيرة؛ حتى يحظوا بالاقتراب…

    أكمل القراءة »
  • 23 أغسطس

    ثقافة الاعتذار | هل تكفي “أنا آسف”؟!

    “أنا آسف”، “اعذرني”، “حقك علي”… ينحصر مفهوم ثقافة الاعتذار -عند بعض الناس- في ترديد هذه العبارات، دون التفكير في سبب الاعتذار أو مشاعر الشخص الآخر؛ ويكون هدفهم من هذا الاعتذار الخروج من مأزق ما، أو الوصول إلى غاية محددة، أو تحقيق راحة البال لأنفسهم. لكن هل يكفي للاعتذار قول هذه العبارات؟ وما هي الطريقة الصحيحة للاعتذار؟ وما هي أهمية الاعتذار؟ وما فائدته؟ في هذا المقال، سنجيب عن هذه الأسئلة، ونتعرف -بشكل أكبر- إلى ثقافة الاعتذار. ما الاعتذار؟  هو تحمُّلك مسؤولية أفعالك -سواء كانت عن قصد أو دون قصد- وشعورك بالندم لما نتج عنها من جرح مشاعر الآخرين أو أذيتهم. ليس بالضرورة أن يعني اعتذارك أنك تصرفت بشكل خاطئ، لكن الأهم ما نتج عن هذا التصرف من أذية الآخرين، فقد يكون ما تعتقده أنت مقبولًا غير مقبول لدى الشخص الآخر. متى تعتذر؟ يجب أن تعتذر إذا شعرت أن ما قمت به كان له أثر سلبي في الشخص الآخر، سواء أكنت قاصدًا…

    أكمل القراءة »
  • 22 أغسطس

    الكاريزما | عندما تمتلك سحر جذب الآخرين!

    أتذكر جيدًا عندما كنت أدرس بالجامعة، كان أحد أساتذتي الأفاضل عندما يدخل المدرج لإلقاء محاضرته علينا، كيف أن كل من في المدرج -المشاغب منهم والملتزم- ينصت له باهتمام، على الرغم من ثقل المادة العلمية وعدم حبنا لها! كنت أتساءل: لماذا هذا الأستاذ تحديدًا هو من نلتفت إليه على الرغم من عدم حبنا لمادته؟  وكيف أن المواد المحببة لقلوبنا لا نستمع إلى محاضريها بنفس الاهتمام؟! هل يعود السبب إلى أسلوب الأستاذ في شرح المادة؟! أم إلى مهارات وصِفات في شخصيته؟! توصلت بعد ذلك إلى سر هذا الأستاذ… شيء كالسحر في إطلالته، وهالة احترام وحب تحيط به!… إنها الـ “كاريزما”. ما هي الكاريزما؟ لفظ “كاريزما” مشتق من كلمة يونانية تعني (الهبة) أو (العطية الإلهية)، وهذا ما يفسر معنى كاريزما، ألا وهو:  كوكبة من المهارات الاجتماعية والعاطفية تصنع حول الشخص هالة من السحر يبصرها من يلقاه. ومن ثم يصبح لدى الشخص القدرة على التأثير على الآخرين وتحفيزهم والتواصل معهم بشكل ممتاز، وتدريجيًا يبني…

    أكمل القراءة »
  • 19 أغسطس

    تجرِبة العجز المتعلم

    – أنا عاجز وبائس، ولا فائدة مني. أنا لا أستطيع مساعدة نفسي ولا غيري. = لماذا تقول هذا الكلام؟! لا تفقد ثقتك بنفسك؛ فأنت لم تكن عاجزًا قط! – لأنني لا أستطيع مقاومة الضغوط من حولي، ولا أستطيع القضاء عليها بنفسي. = مررنا جميعًا بمشكلات خلال حياتنا، ومع ذلك ما زالت لدينا القدرة على الحياة وعلى مساعدة الغير. إنك تعاني تجربة العجز المتعلم فقط، ولكنك لست عاجزًا حقًا. احذر من السقوط في براثن الاكتئاب، وابتعد عن حافته! مفهوم العجز المتعلم Learned helplessness حالة من العجز المكتسَب يشعر بها الشخص بعد تعرُّضه المتكرر لضغوط نفسية، ومواقف صَعُبَ عليه حلُّها فأخفق بها. يشعر الشخص باليأس إزاء هذه الظروف، مما يفقده الثقة في قدراته، ويشعره بأنه يعجز عن حل أي مشكلة. لا ينتهي الأمر بعد  موقف أو اثنين، ولكنه يستمر للمستقبل؛ فهذا الشخص يكون متيقِّنًا دائمًا من عجزه، وإن أُتيحت له الفرصة للحل. تزداد الفرصة للإصابة بهذا العجز مع التقدم في السن، وكثرة…

    أكمل القراءة »
  • 18 أغسطس

    اليقظة الذهنية – Mindfulness | إجازة تمنحها لعقلك!

    تتزاحم المشاعر والأفكار في ذهنك، وتعاودك الذكريات باستمرار، وتظل طوال الوقت ما بين التفكير في الماضي وتحليله، أو القلق على المستقبل والاستعداد له، مما يصعب تركيزك على الوقت الحالي، ويفوت عليك الاستمتاع بحياتك.  اليقظة الذهنية تساعدك في التركيز على مشاعرك وأفكارك، وتمكنك من الوعي بشكل أكبر بما يحدث في حياتك الآن.  سنتعرف سويًا إلى اليقظة الذهنية، وكيفية تطبيقها، ومدى تأثيرها على حياتك.  ما هي اليقظة الذهنية Mindfulness؟  اليقظةُ الذهنية -تسمى أيضًا بـ “اليقظة العقلية” و”الوعي الذاتي”- هي نوع من أنواع التأمل Meditation، ويقصد بها قدرتك على الوصول إلى حالة ذهنية يكون تركيزك فيها منصب بأكمله على الوقت الحالي، وما فيه من أحداث، وما يدور في داخلك من أفكار ومشاعر، متقبلًا لها دون أي أحكام. تتضمن اليقظة الذهنية مفهومين رئيسين، هما: الوعي Awareness: هو إدراكك لمشاعرك وأفكارك وإقرارك بها، بدلًا من تجنبها والهرب منها، ووعيك بما يدور حولك في الوقت الحالي. التقبل Acceptance: تقبلك هذه المشاعر والأفكار، واستمتاعك بالإيجابي منها، ومسامحة نفسك،…

    أكمل القراءة »
  • 17 أغسطس

    سلوك المستهلِك | هُويتنا على طريقة التسوق

    رَجلًا كنتَ أو امرأة، طفلًا أو شابًّا فتيًّا، لا بد أنك تجد متعةً خاصة في التسوق وتثير اهتمامك فئات معينة من المنتجات والبضائع. بعضنا يسرف في التسوق ويتخذ قرار الشراء سريعًا دون تفكير، بينما يقتصد آخرون ويرون أن عملية الشراء -والتسوق بشكل عام- تُعد سلوكًا استهلاكيًّا خاطئًا؛ لذا قد تكشف عمليات التسوق التي نقوم بها عن ثقافتنا ومعتقداتنا وحتى هويتنا. فما هو بالتحديد سلوك المستهلِك ؟ وهل هو علم خاص بالمسوقين والشركات فقط أم أنه قائم بالأساس على خدمة الأفراد والجماعات المستهلكة؟ في هذا المقال، نجيب عن الأسئلة السابقة -وغيرها- حول الطرق التي قد يسلكها المتخصصون بالتسويق للتواصل مع المُستهلك على أرض الواقع لتقديم الخدمة والمنتج المناسبين له وفق رغباته. معنى سلوك المستهلِك يقصد بسلوك المستهلك؛ دراسة الطريقة التي يفكر بها الناس أو الفرد أو المنظمات الشرائية، لتقييم السلع أو الخدمات، ومقارنة القيمة والجودة والفائدة لكل منتج يشترونه. ويتضمن أيضًا دراسة السلوك الذهني والبدني والعاطفي الذي يقوم به الشخص في…

    أكمل القراءة »
زر الذهاب إلى الأعلى