هرمون الإستروجين | كيف يؤثر في جسدكِ؟

شارفت على بلوغ الستين عامًا…
وبدأت أضع الخطط من أجل التقاعد؛ فقد كنت أعمل مديرة في إحدى المدارس الثانوية.
الآن، سيتسنى لي قضاء المزيد من الوقت مع عائلتي، فأنا أم لثلاثة أبناء، وجدة لخمسة من الأحفاد، وزوجة لرجل عظيم أفنى عمره في إسعادنا.
ولكنني أعاني الهبات الساخنة، وشعورًا مستمرًا بالتعب والإعياء، وتقلبات حادة في المزاج منذ انقطاع الطمث، وقد علَّلت طبيبتي ذلك بأنه أمر طبيعي يحدث نتيجة انخفاض مستوى هرمون الإستروجين في هذه السن.
ولكن زادت حدة تلك الأعراض مؤخرًا، أظن أنه قد حان الوقت لزيارة الطبيبة مرة أخرى للفحص والاطمئنان.
سنتحدث في السطور القادمة عن:
- هرمون الإستروجين عند النساء.
- أعراض ارتفاع هرمونِ الإستروجين، وأعراض انخفاضه.
- العلاقة بين هرمونِ الإستروجين والحمل.
- العلاقة بين هرمونِ الإستروجين والرغبة الجنسية.
فتابع معنا هذا المقال…
هرمون الإستروجين عند النساء
يعد هرمونُ الإستروجين أحد الهرمونات الأنثوية، وهو المسؤول عن التغيرات الجسدية التي تحدث عند الإناث بعد البلوغ، ويؤدي أيضًا دورًا مهمًا في عملية الإخصاب.
يفرز الإستروجين عند النساء في المبيضين، ويفرز أيضًا بكميات أقل في الغدة الكظرية والنسيج الدهني والمشيمة في أثناء الحمل.
ينتمي هرمون الإستروجين إلى فئة الهرمونات التي يطلق عليها “الهرمونات الستيرويدية”، وينتج الجسم ثلاثة أنواع من الإستروجينات:
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
- الإستراديول: هو أهم أنواع الإستروجين وأكثرها شيوعًا، ويفرز عند النساء في سن الإنجاب.
- الإستريول: ينتج هذا النوع في أثناء الحمل.
- الإسترون: هو النوع الوحيد الذي ينتجه الجسم بعد انقطاع الطمث.
ينخفض مستوى هرمون الإستروجين عند النساء بشكل طبيعي بعد انقطاع الطمث.
ويفرز الإستروجين أيضًا عند الرجال، ولكن بكميات صغيرة جدًا.
ماذا يفعل هرمون الإستروجين في جسدك؟
يعرف هرمون الإستروجين بـ “هرمون الأنوثة”؛ وذلك لدوره في التغيرات الجسدية التي تطرأ على الإناث بعد البلوغ.
وتشمل تلك التغيرات:
- نمو الثديين.
- نمو شعر العانة والإبط.
- بدء الحيض.
- زيادة الدهون في منطقة الحوض والفخذين.
- اتساع الحوض.
- زيادة الطول.
يساعد الإستروجين أيضًا على انتظام دورة الحيض، ويحفز نمو بطانة الرحم وعملية الإخصاب، ومن ثَمَّ حدوث الحمل.
يساعدكِ هرمون الإستروجين على:
- المحافظة على مستوى الكوليسترول في جسمك.
- صلابة العظام وقوتها.
- نضارة البشرة.
- تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- تحسين المزاج.
- تنظيم درجة حرارة الجسم.
دعينا نخبرك في السطور القادمة عن تأثير هرمون الإستروجين في الحمل والرغبة الجنسية…
هرمون الإستروجين والحمل
يؤدي الإستروجين دورًا مهمًا في إعداد الجهاز التناسلي للأنثى -في سن الإنجاب- لاستقبال الحمل، ويشمل تأثيره:
- المبيض: يحفز الإستروجين نمو البويضة، ومن ثم حدوث الإخصاب.
- المهبل: يحافظ على سمك جدار المهبل، وترطيب المهبل؛ ليسهل عملية الإخصاب.
- الرحم: يحفز نمو بطانة الرحم، وينظم إنتاج الإفرازات المخاطية للرحم ويتحكم في سماكتها.

تزيد مستويات الإستروجين في الحمل، وتصل ذروتها في الثلث الأخير من الحمل.
ويؤدي الارتفاع السريع في مستوى الإستروجين في شهور الحمل الأولى إلى الغثيان والقيء، وفي الثلث الثاني من الحمل يؤدي إلى تحفيز قنوات الحليب.
ولذا؛ لا يحتاج جسدكِ إلى هرمون البروجسترون فقط لحدوث الحمل، بل يحتاج أيضًا إلى الإستروجين للإخصاب وإعداد جسدكِ لاستقبال الحمل.
هرمون الإستروجين والرغبة الجنسية
يساعد هرمون الإستروجين على ترطيب المهبل، ويزيد الرغبة الجنسية عند النساء.
ولذا؛ تعاني السيدات بعد انقطاع الطمث جفاف المهبل إثر انخفاض مستوى هرمون الإستروجين في الدم، وهو ما يقلل الرغبة الجنسية.
ولذلك فإن أي تغير في مستوى هرمون الإستروجين “ارتفاعًا أو انخفاضًا” يسبب الكثير من التأثيرات في جسدكِ.
هرمون الإستروجين وانقطاع الطمث
عندما ينقطع الطمث، ينتج المبيضان كمية قليلة جدًا من الإستروجين والبروجيسترون.
تعاني السيدات بعد انقطاع الطمث الأعراض الآتية:
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- هشاشة العظام.
- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
- الهبات الساخنة.
- التقلبات المزاجية.
- اضطرابات النوم.
ولذا لا تترددي سيدتي في استشارة الطبيب، وقد يوصيكِ باستخدام علاج هرمون الإستروجين “بدائل الإستروجين”؛ لتخفيف تلك الأعراض.
ارتفاع هرمون الإستروجين
قد يرتفع مستوى الإستروجين في الدم بشكل طبيعي، ولكن في بعض الأحيان قد يسبب علاج هرمونِ الإستروجين “بدائل الإستروجين” ارتفاع مستواه في الدم.

أعراض ارتفاع مستوى الإستروجين
عندما ينخفض هرمون البروجسترون ويرتفع مستوى الإستروجين في جسدكِ؛ قد يخل هذا بالتوازن الهرموني لديكِ…
ويسبب ما يطلق عليه “هيمنة الإستروجين”، وتشمل أعراض ارتفاع الإستروجين عند النساء:
- ألم في الثديين وتورمهما.
- تكتلات ليفية في الثديين.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- عدم انتظام الطمث.
- تفاقم أعراض متلازمة ما قبل الحيض.
- تقلب المزاج.
- الصداع.
- زيادة الوزن.
- سقوط الشعر.
- برودة الأطراف.
- اضطرابات النوم.
- الخمول والشعور بالتعب.
- اضطرابات الذاكرة.
وتشمل أعراض ارتفاع هرمون الإستروجين عند الرجال:
- العقم.
- التثدي.
- ضعف الانتصاب.
أسباب ارتفاع مستوى الإستروجين
قد يعاني المريض/المريضة ارتفاع مستوى الإستروجين فقط، أو قد يصاحب ذلك انخفاض هرمون التستوستيرون (عند الرجال) أو البروجسترون (عند النساء).
تسبب بعض العلاجات ارتفاع الإستروجين، مثل:
- علاج هرمونِ الإستروجين “بدائل الإستروجين”.
- موانع الحمل الهرمونية.
- بعض العلاجات العشبية.
- بعض المضادات الحيوية.
- الفينوثيازينات.
تؤدي بعض المشكلات الصحية أيضًا إلى ارتفاع مستوى الإستروجين، مثل:
- السمنة والبدانة.
- أورام المبيض.
- الأمراض الكبدية.
علاج ارتفاع هرمون الإستروجين
تتضمن استراتيجيات العلاج:
الأدوية
إن كنت تعانين هيمنة الإستروجين إثر تناولك أحد العلاجات الهرمونية…
قد يوصيكِ الطبيب بالتوقف عن العلاج الهرموني الذي تستخدمينه؛ كي يحفز جسمك على تحقيق التوازن الهرموني من جديد.
تشمل الأدوية المستخدمة:
- مثبطات الأروماتيز: التي تمنع تحول الأندروجينات إلى إستروجين، وينتمي لهذه الفئة: أناستروزول، إكسيميستان، ليتروزول.
- الأدوية التي تمنع إنتاج المبيض للإستروجين، مثل: غوسيريلين، ليوبروليد.
الجراحة
عادة ما يوصي الطبيب باستئصال المبيض في حالة الإصابة بأحد أنواع الأورام السرطانية الحساسة للإستروجين.
يقلل استئصال المبيض مستوى الإستروجين في الجسم، وهو ما يعرف بـ “انقطاع الطمث الجراحي”.
الحمية الغذائية
قد يوصيكِ الطبيب باتباع نظام غذائي قليل الدهون ويحتوي على الكثير من الألياف، وقد يشجعك أيضًا على فقدان الوزن الزائد للحد من الأعراض.
انخفاض هرمون الإستروجين
عادة ما تعاني النساء انخفاض مستوى الإستروجين إثر انقطاع الطمث أو الاستئصال الجراحي للمبيضين.
أعراض انخفاض الإستروجين
تشمل أعراض انخفاض الإستروجين عند النساء:
- عدم انتظام الطمث أو انقطاعه.
- الهبات الساخنة.
- اضطرابات النوم.
- جفاف المهبل.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- تقلبات مزاجية.
- جفاف الجلد.
- الصداع النصفي.
وتشمل أعراض انخفاض هرمونِ الإستروجين عند الرجال:
- زيادة دهون البطن.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
أسباب انخفاض الإستروجين
تشمل الآتي:
- قصور المبيض الأوَّلي.
- بعض الأمراض الوراثية، مثل: متلازمة تيرنر.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
- الإفراط في التمارين الرياضية.
- النحافة الشديدة.
- العلاج الكيميائي.
- قصور الغدة النخامية.
العلاج
تتضمن خيارات العلاج:
العلاج بالهرمونات البديلة
يعد العلاج التعويضي بالهرمونات أحد العلاجات المستخدمة للتغلب على انخفاض هرمونِ الإستروجين.
يحتوي هذا العلاج الهرموني على الإستروجين والبروجسترون، وعادة ما يصفه الأطباء للنساء اللاتي يعانين أعراض انقطاع الطمث.

لا يوصى بهذا العلاج إن سبق وعانيتِ:
- سكتة دماغية.
- نوبة قلبية.
- ارتفاعًا في ضغط الدم.
العلاج بالإستروجين
قد يصف الأطباء علاج هرمونِ الإستروجين لعلاج النساء اللاتي أجرين استئصال المبيضين، أو للتخفيف من الأعراض المزعجة بعد انقطاع الطمث.
علاجات طبيعية
قد تساعدكِ بعض التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة على تحسين مستويات الإستروجين في الجسم، وتشمل:
- الحفاظ على وزن مثالي، وتجنب النحافة.
- تجنب الإفراط في أداء التمارين الرياضية.
- إضافة الصويا إلى نظامكِ الغذائي؛ نظرًا لفوائده في علاج أعراض انخفاض مستوى الإستروجين.
هرمونُ الإستروجين هو أحد الهرمونات الأنثوية التي تنظم العديد من الوظائف الحيوية المهمة في جسد المرأة…
ويؤدي أي تغير في مستوى الإستروجين “ارتفاعًا أو انخفاضًا” الكثير من المشكلات الصحية؛ ولذا لا تترددي -سيدتي- في استشارة الطبيب؛ لتجنب تلك المشكلات.