هل تزيد الأمراض النفسية من احتمالية الإصابة بالكورونا؟

الجنون وفَيروس كورونا!
هل تعلم أن واحدًا من كل خمسة أفراد أصيبوا بـ (فيروس كورونا المستجد) يعانون مرضًا نفسيًّا؟!
دعني أصدمك بمعلومة أخرى…
هل تعلم أن مرضى “الفصام” و”الاضطراب الوجداني ثنائي القطب” أكثر عرضة للإصابة بـ (فيروس كورونا)؟!
إليكم ترياق «فيروس كورونا والمرض النفسي»…
فيروس كورونا… جرس إنذار!
قبل الخوض في تفاصيل تأثير المرض النفسي في زيادة فرص العدوى بـ “فيروس كورونا”، دعني أخبرك -عزيزي القارئ- بتلك المعلومة:
(هناك فرد واحد من أصل خمسة أفراد شُخِّصت إصابته بمرض نفسي لأول مرة في حياته بعد إصابته بفيروس كورونا)!
نشر هذه المعلومة أعضاء فريق البحث في جامعة أوكسفورد البريطانية، في ورقة بحثية بعنوان “مرضى كوفيد وخطر المرض النفسي”.
والآن، دعنا نتحدث عنها قليلًا…
الأثر السلبي للضغوط النفسية
تتبع الباحثون في جامعة أوكسفورد -تحت إشراف عالِم النفس الشهير (د. بول هاريسون)– ما يقارب 60 شخصًا من ألف حالة شُخِّصت بـ “فيروس كورونا المستجد” مدة ثلاثة أشهر، وقارنوا حالتهم مع حالات مرضية أخرى، مثل: البرد، حصوات الكلى، كسور العظام.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
وأتت النتائج كالتالي:
العينة التي شُخِّصت بالمرض النفسي كانت نسبتها:
- %18 لهؤلاء المصابين بـ “فيروس كورونا”.
- %13 لهؤلاء المصابين بـ “البرد”.
- %12.7 لهؤلاء المصابين بـ “كسور”.
وكان “القلق” هو التشخيص الأكثر ظهورًا بين المصابين، وتراوحت أنواعه بين:
- القلق والتوتر العام.
- قلق ما بعد الصدمة.
- اضطراب التوازن.
يبدو من خلال النتائج أن “فيروس كورونا” له تأثير سيئ وسلبي في الصحة النفسية للفرد، وأن هناك علاقة وطيدة بين الضغط النفسي الناتج عن الوباء وأثره في زيادة الإصابة بالفيروس.
الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل: هل تزيد الأمراض النفسية فرص الإصابة بفيروس كورونا؟
المرض النفسي وفيروس كورونا
في دراسة حديثة -نُشِرَت في مجلة عالم الطب النفسي- أُجرِيَت على قطاع كبير من الأشخاص، وخصوصًا الأمريكيين الأفارقة والنساء، ثبت أن الأفراد الذين شُخِّصوا بمرض نفسي أكثر عرضة للإصابة بـ “فيروس كورونا”.
يقول العالِم (كوانج وانج) –جامعة أوهايو الأمريكية- أثناء إجراء الدراسة مع زملائه:
هناك عوامل عديدة تزيد من فرص إصابة المرضى النفسيين بفيروس كورونا الجديد، أهمها التالي:
- تقييم نظامهم الصحي.
- اتباع معايير الوقاية والسلامة العامة.
- التواجد في بيئة صحية أو التشرد.
- وجود أمراض مزمنة أخرى (مثل: أمراض القلب، السرطان، تليف الرئة)
وعلى الرغم من كل تلك العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بفيروس كورونا، إلا أن (د. وانج) وزملاءه عقدوا العزم على التأكد منها، عن طريق فحص وتحليل بيانات 6 مليون مريض فيما يقارب 360 مشفى، لدراسة التأثير الناتج عن التشخيص بأمراض نفسية (مثل: الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، الفصام، الاكتئاب الحاد) وأثره في زيادة فرص العدوى بـ “كوفيد المميت”.
النتائج كانت صادمة للغاية!
- مرضى الاكتئاب والفصام زادت فرص الإصابة بفيروس كورونا بنسبة 95% لديهم مقارنة بالآخرين غير المصابين بأمراض نفسية!
- المرضى النفسيين من الأمريكيين الأفارقة كانوا الفئة الأكبر والأكثر إصابة بـ “فيروس كورونا” مقارنة بالقوقازيين.
- النساء كنَّ أكثر عرضة للإصابة بالفيروس مقارنة بالرجال.
- ارتفاع معدل الحالات الحرجة لنسبة 27% والوفيات لـ 8% لمرضى كوفيد والأمراض النفسية، مقارنة مع معدل حالات حرجة ووفيات بنسبة أقل لمرضى كوفيد ومن دون أمراض نفسية.
وبناءً على تلك النتائج، استطاع فريق البحث العلمي توثيق أن المصابين بأمراض نفسية أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا مقارنة بغير المصابين بأمراض نفسية، الأمر الذي يصل إلى مرحلة خطِرة تستدعي دخول المشفى، بالإضافة إلى الدور الحيوي للعرق والجنس في زيادة فرص الإصابة من عدمها.
واستنتج (د. وانج) وزملاؤه التالي:
- النتائج تدق جرس إنذار لخطورة المرض النفسي وتأثيره السلبي.
- وضع خطط احتواء ووقاية للمرضى النفسيين للحماية من خطر كوفيد المميت.
- التركيز على نوعية العرق والجنس في أسبقية العلاج مقارنة بغيرهم.
- طبيعة الحياة الفقيرة تلعب عاملًا مهمًا في زيادة فرص العدوى، نظرًا لكثرة ساعات العمل والتواجد في أماكن غير صحية.
تحدثنا عن أثر المرض النفسي، ويبقى سؤال أخير، كيف نتعامل مع الضغط النفسي الناتج عن وباء كورونا؟!
خمس نصائح من “تِرياقي” للتعامل مع التوتر الناتج عن وباء كورونا العالمي:
- تعلَّم ماذا تفعل في حالة إصابتك بفيروس كورونا من خلال استشارة طبيب مختص.
- اعلم إلى أين ومتى تبدأ التحرك من أجل الرعاية الطبية في حال تفاقم الوضع.
- حافظ على صحتك العاطفية وصفِّ ذهنك من أجلك وأجل عائلتك.
- خُذ قسطًا من الراحة، بعيدًا عن جنون مواقع التواصل الاجتماعي المستمر.
- اهتم بصحتك الجسدية والعقلية، وتواصل مع المقربين من حولك.
ختامًا…
المرض النفسي شاق ومؤلم، ورحلة علاجه تحتاج إلى صبر ونفس طويل، اهتم بصحتك النفسية جيدًا، واتبع سُبُل الوقاية والسلامة أمام فيروس كورونا الجديد.