هل حبوب الفياجرا تؤخر القذف؟ ماذا تعرف عن استخدامات الحبة الزرقاء؟!

الفياجرا من أكثر الأدوية شيوعًا في علاج مشكلة ضعف الانتصاب، ويُطلِق عليها العامة “الحبة الزرقاء”.
ونظرًا لشهرتها الشديدة وكفاءتها، دائمًا ما تتعدد الأسئلة حول استخداماتها المختلفة وفوائدها، وسؤال مقالنا اليوم: هل حبوب الفياجرا تؤخر القذف؟
في الحقيقة، هذا السؤال يشغل بال الكثيرين، لأن مشكلة سرعة القذف مشكلة شائعة تقض مضجع الكثير من الأزواج.
دعونا في هذا المقال نجيب عن سؤال: هل حبوب الفياجرا تؤخر القذف؟
ولكن قبل ذلك نود إلقاء الضوء على مشكلة سرعة القذف؛ ما هي، وما أسبابها، وما الطرق العلاجية المتبعة معها، وهل الفياجرا من ضمنها.
مشكلة سرعة القذف
تحدث هذه المشكلة عندما يقذف الرجل المني في أثناء الجماع أسرع مما يرغب هو أو شريكة حياته.
وهي مشكلة شائعة الحدوث، إذ يتعرض لها معظم الرجال في فترة ما من حياتهم.
لا تدعو هذه المشكلة إلى القلق إذا كانت غير متكررة أو تحدث بشكل عابر.
إذًا…
متى تصبح مشكلة سرعة القذف مقلقة؟

يعد الأطباء سرعة القذف مشكلة مقلقة إذا:
- كان الشخص غير قادر دائمًا على تأخير القذف.
- كان القذف يحدث كل مرة في خلال دقيقة واحدة من الإيلاج.
- سببت هذه المشكلة مشكلات نفسية للزوجين، وأثرت في علاقتهما ورضاهما عن حياتهما الجنسية.
تشترك عدة عوامل نفسية وبيولوجية في نشأة مشكلة سرعة القذف، دعونا نتحدث سريعًا عن بعض منها.
أسباب سرعة القذف
اعتقد الأطباء في الماضي أن العامل النفسي هو المسؤول الوحيد عن نشأة مشكلة سرعة القذف، لكنهم الآن يعتقدون أن ثمَّة عوامل بيولوجية تشترك مع العوامل النفسية في ظهور هذه المشكلة.
أولًا: العوامل النفسية
من الأسباب النفسية التي قد تؤدي إلى حدوث مشكلة سرعة القذف:
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
- قلة الخبرة الجنسية.
- التعرض لاعتداء جنسي.
- الاكتئاب.
- ضعف الثقة بالنفس، والنظر إلى النفس نظرة دونية.
- الشعور بالذنب تجاه شريك الحياة لسبب ما، وهو ما يدفعك -لا إراديًا- إلى إنهاء العلاقة سريعًا.
- القلق الدائم والتوتر بشأن احتمالية سرعة القذف في أثناء العلاقة.
- الخوف والقلق من عدم القدرة على الحفاظ على الانتصاب طوال فترة العلاقة قد يؤدي إلى سرعة القذف.
- وجود مشكلات عاطفية واجتماعية مع شريك الحياة.
ثانيًا: العوامل البيولوجية
تشمل العوامل البيولوجية التي قد تؤدي إلى سرعة القذف:
- خلل في مستوى الهرمونات.
- خلل في مستوى المواد الكيميائية بالمخ، والمعروفة باسم “الناقلات العصبية”.
- التهاب البروستاتا، أو التهاب مجرى البول.
- عوامل وراثية.
والآن، بعد أن عرفنا أسباب سرعة القذف، دعونا نتحدث عن الحبة الزرقاء؛ ما هي، وما استخداماتها، وما طريقة عملها، ونعرف هل من علاقة بين حبوب الفياجرا وسرعة القذف أم لا.
حبوب الفياجرا

الاسم العلمي لحبوب الفياجرا هو: سيلدينافيل (Sildenafil).
تستخدم هذه الحبوب لحل بعض المشكلات الجنسية لدى الرجل، مثل: العجز الجنسي وضعف الانتصاب؛ إذ تعمل هذه الحبوب على تقوية الانتصاب والحفاظ عليه مدة أطول، بجانب زيادة الرغبة الجنسية للرجل.
طريقة عمل الحبة الزرقاء
تنتمي الفياجرا إلى فئة من العقاقير تسمى بـ”مثبطات إنزيم فوسفوديستريز-5″.
وتعمل على زيادة تدفق الدم إلى القضيب، مما يساعد على حدوث الانتصاب والحفاظ عليه مدة أطول.
تاريخ الفياجرا
ربما تصيبك الدهشة إذا علمت أن الاستخدام الحالي للفياجرا لم يكن هو الغرض الأساسي من تصنيعها في بادئ الأمر، وإنما اكتُشف بمحض الصدفة!
في أول التسعينيات، أنتجت شركة (فايزر) للأدوية حبوب الفياجرا من أجل علاج ارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية.
لكن في أثناء التجارب السريرية للدواء، اكتشف الباحثون -صُدفة- أن للفياجرا تأثيرًا في تقوية الانتصاب يفوق تأثيرها في علاج الذبحة الصدرية.
وبالتأكيد، كان هذا الاكتشاف بمثابة بيضة ذهبية للشركة، إذ مكَّنها من جني أرباح لم تكن لتحققها لو روجت للدواء بأنه علاج لضغط الدم والذبحة الصدرية فحسب، كما كان مخططًا.
في عام 1998، وافقت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية على استخدام الفياجرا علاجًا لتقوية الانتصاب، وكان هذا بدء استخدامه على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
إذن، تستخدم الفياجرا في الأساس لتقوية الانتصاب، لكن هل يمكن استخدام حبوب الفياجرا لعلاج سرعة القذف؟
هذا ما سنجيب عنه في السطور القادمة.
هل حبوب الفياجرا تؤخر القذف؟
لا، لا تستخدم حبوب الفياجرا علاجًا لسرعة القذف، إذ توجد علاجات أخرى معتمدة لهذه المشكلة، ووظيفة الفياجرا الأساسية هي تقوية الانتصاب وليس تأخير القذف.
على الرغم من ذلك، فقد بينت بعض الدراسات أنه ربما توجد علاقة غير مباشرة بين حبوب الفياجرا وتأخير القذف.
كيف ذلك؟
عام 2002، أجريت دراسة على أشخاص يعانون سرعة القذف، لدراسة مدى فاعلية الأدوية المستخدمة معهم.
وقد قُدِّم لبعضهم حبوب الفياجرا لاستخدامها مع دواء يدعى باكسيل (Paxil)؛ وهو أحد مضادات الاكتئاب المستخدمة في علاج سرعة القذف.
بعد نحو ثلاثة أشهر، سجلت الدراسة أن الرجال الذين استخدموا الفياجرا تأخر لديهم القذف عن المعتاد.
لم تستطع الدراسة تحديد الدور المؤكد للفياجرا في تأخير القذف، لكنها خرجت ببعض الافتراضات التي لا تزال بحاجة إلى مزيد من البحث والتنقيب لإثبات صحتها.
من ضمن هذه الافتراضات:
- تأثير الفياجرا في منطقة الدماغ المتحكمة في القذف
يعتقد الباحثون أن الفياجرا تزيد نسبة أكسيد النيتريك في الدماغ (هذه المعلومة لا تزال غير مؤكدة، وتحتاج إلى مزيد من البحث).
ومن المعروف أن زيادة نسبة أكسيد النيتريك في الجسم يساعد على الانتصاب، ويمنع القذف المبكر.
- التأثير النفسي للفياجرا
يقول الباحثون أن تأثير الفياجرا في عملية الانتصاب يزيد من ثقة الرجل بنفسه، ويشعره بأنه أكثر تحكمًا في العلاقة الحميمة، ومن ثَمَّ يساعده ذلك على التحكم في القذف وتأخيره.
هناك افتراض آخر ذُكر في هذه الدراسة يقول إن الفياجرا تقلل الإحساس في القضيب، ومن ثَمَّ يمكن أن تساعد على تأخير القذف.
لكن علماء آخرين شككوا في مدى دقة هذه المعلومة، إذ لا يوجد دليل علمي عليها.
خلاصة القول في العلاقة بين الفياجرا وسرعة القذف

خلاصة القول أن الفياجرا لا تستخدم في علاج سرعة القذف، ولم يثبت علميًا -حتى الآن- أن لها دورًا في حل هذه المشكلة.
والآن، بعد أن أجبنا عن تساؤلك: هل حبوب الفياجرا تؤخر القذف؟ وعلمت أن الإجابة هي “لا”، دعنا نخبرك ببعض الطرق العلاجية الفعالة لعلاج سرعة القذف.
طرق علاج سرعة القذف
من ضمن الأدوية المستخدمة في علاج سرعة القذف:
- الأدوية الموضعية: مثل الكريمات والبخاخات التي تحتوي على مادة مخدرة، مثل: الليدوكايين والبنزوكايين.
تقلل هذه المواد من الإحساس في القضيب فتؤخر الوصول إلى النشوة، ومن ثَمَّ تؤخر القذف.
- مضادات الاكتئاب: وتعد من أفضل الأدوية المستخدمة في علاج سرعة القذف، لأن من آثارها الجانبية أنها تؤخر القذف (حتى لدى الرجال الطبيعيين).
لذا؛ عادة ما يصفها الأطباء علاجًا لمشكلة سرعة القذف.
من أمثلة هذه الأدوية: فلوكسيتين، وباروكسيتين، وسيرترالين، كلوميبرامين.
ختامًا، عزيزي القارئ…
لا تنس أن العامل النفسي يؤدي دورًا كبيرًا في نشأة مشكلة سرعة القذف، فانتبه إلى حالتك النفسية، وابتعد عن مسببات القلق والتوتر، واتبع نمطًا معيشيًا صحيًا يعتمد على ممارسة الرياضة وتَناوُل الغذاء الصحي المتوازن.
فربما يساعدك ذلك على حل هذه المشكلة دون الحاجة إلى الأدوية!