أعاني من الاكتئاب – لا تتركني!

أشعر بالراحة في عزلتي، في غرفتي المظلمة، لا أريد أن أرى أُناسًا، وتراودني أفكار تجعلني أشعر بالأسى!
أرى الدنيا عن طريق نظارة سوداء، أسبح في بحر من الأحزان، أريد أن أصرخ قائلا: أنا شخص مكتئب… ساعدني!
هذا هو حال الشخص المكتئب؛ وهنا يأتي دورك عزيزي القارئ
أعلم ما يدور في رأسك، تريد معرفة كيفية مساعدة شخص مكتئب خاصة إذا كان صديقًا أو قريبًا أو حتى أنت؛ لذلك سوف تجد الجواب خلال السطور القادمة بعد أن نتعرف على المرض وأسبابه وطرق علاجه.
بدايةً، ما هو الاكتئاب ؟
يعد الاكتئاب (الاضطراب الاكتئابي الحاد أو الاكتئاب السريري) اضطرابًا شائعًا، لكنه اضطرابٌ مزاجي شديد الخطورة.
يمكن أن يسبب أعراضًا شديدة قد تؤثر في المشاعر وطريقة التفكير وممارسة الأنشطة اليومية، مثل النوم وتناول الطعام والعمل.
لكي تُشخص بالاكتئاب، يجب أن تستمر الأعراض مدة أسبوعين على الأقل.
أعراض وعلامات الاكتئاب:
١ـ الشعور بالعجز واليأس:
ربما تحس بأنه لا شيء سوف يصبح أفضل وبعدم القدرة على تحسين الوضع.
٢ـ فقدان المتعة في الأنشطة اليومية:
بنسبة ما تفقد القدرة على الشعور بالفرح والسعادة عند ممارسة أنشطتك اليومية.
٣ـ تغيرات في الوزن والشهية:
من الجائز أن تكتسب مزيدًا من الوزن أو تفقد بعض الوزن.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
٤ـ تغيرات في النوم:
قد تعاني الأرق أو النوم المفرط.
٥ـ الغضب أو العصبية:
قد تشعر أنك ثائر أو ضيق الصدر أو حتى عنيف؛ إذ يكون مستوى تحملك منخفضًا وكل شيء يأتي على أعصابك.
٦ـ فقدان الطاقة:
ربما تشعر بالتعب والخمول، وأن جسمك ثقيل، لدرجة أن المهام الصغيرة قد تتعبك أو تستغرق منك وقتًا أطول لإنجازها.
٧ـ كراهية الذات:
من الممكن أن تنتابك مشاعر قوية بفقد القيمة أو الإحساس بالذنب.
٨ـ السلوك المتهور:
قد تعرض نفسك لبعض المخاطر، مثل: تعاطي المخدرات أو القيادة المتهورة أو الألعاب الخطيرة.
٩ـ مشاكل في التركيز:
من المحتمل أن تجد صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات أو تذكر الأشياء.
١٠- الشعور بآلام دون تفسير:
ربما تعاني المشاكل البدنية، مثل: الصداع أو ألم الظهر أو أوجاع في العضلات أو ألم في المعدة.

أسباب الاكتئاب :
تشمل الأسباب الشائعة لمرض الاكتئاب الآتي:
التاريخ العائلي:
أنت أكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا المرض، إذا كان لديك تاريخ عائلي للاكتئاب أو أي اضطراب مزاجي آخر.
صدمة طفولية مبكرة:
تؤثر بعض الأحداث في طريقة تفاعل الجسم مع الخوف والمواقف العصيبة.
تركيب الدماغ:
بنسبة ما يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب إذا كان الفص الجبهي للدماغ أقل نشاطًا.
الحالات المرضية:
تزيد بعض الأمراض من احتمالية الإصابة بالاكتئاب، وخاصة الأمراض المزمنة، والأرق، والألم المزمن، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
تعاطي المخدرات:
للمخدرات والكحول قدرة على تحويلك إلى شخصِ مكتئب.
علاج الاكتئاب :
ربما يكون التعايش مع مرض الاكتئاب أمرًا صعبًا، لكن يمكن أن يساعد العلاج على تحسن الأمور.
تحدث إلى طبيبك الخاص في الاختيارات الممكنة لعلاج حالتك.
الأدوية:
ربما يصف لك طبيبك الآتي:
- مضادات الاكتئاب.
- مضادات القلق.
- مضادات الذهان.
هذه الأدوية سلاح ذو حدين، فمثلما لها فوائد فإن لها مخاطر محتملة.
العلاج النفسي:
يساعد الحديث مع المعالج النفسي على تعلم مهارات تساعدك على التغلب على المشاعر السلبية.
العلاج بالضوء:
ربما يساعد التعرض لجرعات من الضوء الأبيض على ضبط المزاج وتحسين أعراض الاكتئاب.
ينتشر استخدام هذا العلاج في الاضطراب العاطفي الموسمي.
العلاج البديل:
تحدث إلى طبيبك حول العلاج بالوخز الإبري أو التأمل أو المكملات العشبية.
الرياضة:
حاول ممارسة الرياضة لمدة٣٠ دقيقة بمعدل ٣ إلى ٥ مرات في الأسبوع؛ إذ إن الرياضة تزيد إنتاج الجسم للإندورفينات، وهي الهرمونات التي تحسن من مزاجك.
تعلم كيف تقول لا:
يتسبب الشعور بالقهر في زيادة أعراض القلق والاكتئاب؛ تأكد من وضع حدود في حياتك العملية والشخصية لتنعم بوضع أفضل.
اهتم بنفسك:
يساعد اهتمامك بنفسك على تحسين أعراض الاكتئاب، عن طريق الحصول على القدر الكافي من النوم وتناول الأكل الصحي والبعد عن الأشخاص السلبيين والمشاركة في الأنشطة الممتعة.
إذا لم يستجب مريض الاكتئاب للعلاج الدوائي، فقد ينصحه الطبيب بخيارات أخرى منها العلاج بالصدمات الكهربائية أو التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة.

كيف تتعامل مع شخص مصاب بمرض الاكتئاب ؟
سأقدم لك بعض النصائح التي قد تفيدك عند تعاملك مع شخص مكتئب:
- استمع للشخص المكتئب.
- ساعده على إيجاد الدعم.
- حاول أن تشجعه على استكمال العلاج.
- تعلم أكثر عن الاكتئاب.
- قدم له المساعدة في مهامه اليومية.
- كن صبورًا.
- كن على اتصال به قدر الإمكان.
- لا تنسَ أن تهتم بنفسك كذلك.
هل تعلم بأنه يوجد على مستوى العالم ما يزيد عن ٣٠٠ مليون بالغ وطفل مكتئب.
فهل من الممكن أن يصيب الاكتئاب الأطفال كما يصيب البالغين؟ وماذا يفعل الوالدان في حالة وجود طفل مكتئب لديهم؟ هذا ما سوف ننتقل للحديث عنه.

أعراض الاكتئاب عند الأطفال:
يعتقد الكثير أن مرض الاكتئاب يصيب البالغين فقط، لكنه يصيب الأطفال كذلك.
يختلف الاكتئاب عند الأطفال عن الكبار؛ ففي الوقت الذي يميل فيه الكبار إلى الحزن، يميل الأطفال المصابون بالاكتئاب إلى الغضب وسرعة الانفعال.
قد يُلاحظ عليهم تغيرات في السلوك، مثل: العند أو انخفاض المستوى الدراسي.
ومن الأعراض الأخرى: صعوبة التركيز واتخاذ القرار، والخجل الشديد، والتشبث بالوالدين، والشعور باليأس، وشكاوى بدنية ليس لها تفسير، ومشاكل في النوم، وتغيرات في الشهية والتفكير في إيذاء النفس.
كيف يمكن أن تساعد طفلك المكتئب؟
قد تساعد بعض هذه الأمور على تكيف الطفل مع مشاعر الاكتئاب :
- راقب الأحوال المزاجية لطفلك.
- أشعره بالاطمئنان.
- شجع طفلك أن يعبر عن مشاعره.
- علم ابنك كيف يطلب المساعدة.
- لا تقلل أبدًا من مشاعر طفلك.
- راقب تصرفاتك أمامه.
أنصح الوالدين بإفهام الطفل أن الاكتئاب مرض مثل غيره من الأمراض وليس شيئًا يخجل منه، وأنه إذا التزم بالعلاج الصحيح سيصبح في وضع أفضل.
كذلك أنصح أي فرد لديه شخص مكتئب قريبًا كان أو صديقًا، قدم له الدعم والمساعدة ولا تتركه وحيدًا في مواجهة مرضه.
أما رسالتي لأي شخص مكتئب: لا تقلق؛ إن مرضك قابل للشفاء، فعن طريق التزامك بالعلاج والتعايش مع المرض ستتحسن الأمور وتصبح في وضع أفضل، أحبب نفسك وحاول أن تساعدها، فنفسك هي الأساس في العلاج.
مقال جمييييل جدا
كتبت بعض النقاط فى دفترى من مقالك وأبدأ إن شاء الله فى تنفيذها